تعتبر الفرق بين المغول والتتار أحد الأسئلة الشائعة بين المهتمين بتاريخ العصور الوسطى، حيث يهدف الكثيرون إلى توضيح الفروق الجوهرية بين هذين الشعبين أو القوميتين المختلفتين. في هذا السياق، سنبدأ بالتعريف بالمغول ونتناول تاريخهم وعلاقتهم بالتتار، لنقدم صورة أوضح عن هذا الموضوع التاريخي المعقد.
محتويات
علاقة المغول بالتتار
تتباين هاتان الفئتان، إذ يُعتبر التتار مجتمعًا تركيًا نشأ من القبائل القفجاقية، والتي كانت تتكون من تحالف قبائلي تركي عايش منطقة السهوب الأوراسية في العصور الوسطى. على العكس من ذلك، المغول ينتمون إلى مجموعة قبائل همجية أصلها من وسط آسيا. وقد شهدت فترة حكم جنكيز خان تغييرات كبيرة في هذا السياق حينما قرر إبادة التتار إثر تهديدهم إمبراطوريته.
نشأة المغول وتاريخهم
المغول هم مجموعة من القبائل الهمجية التي يُعتقد أنها نشأت من وسط وشرق آسيا، حيث ظهرت في القرن الثامن أثناء حكم أسرة تانج الصينية. ولكن، تأكد ظهورهم الحقيقي مع حكم الكاثاي في القرن الحادي عشر. تحت قيادة جنكيز خان في القرن الثالث عشر، تم لم شمل هذه القبائل وتكوين إمبراطورية مغولية مترامية الأطراف امتدت عبر عدة مناطق في أوراسيا.
- في العام 1206، عُين جنكيز خان قائدًا على منغوليا، حيث بدأ غزوه للصين في العام التالي.
- سيطر على مملكة شيا الغربية في العام 1210 وبدأ حملة عسكرية ناجحة ضد مملكة جين بين عامي 1211 و1215.
- شهدت السنوات التالية توسعًا كبيرًا حتى شملت أراضي واسعة من أوروبا وآسيا.
الإمبراطورية المغولية
تُعتبر الإمبراطورية المغولية واحدة من أكبر الإمبراطوريات في التاريخ، حيث وصلت مساحتها إلى حوالي 33 مليون كيلو متر مربع، مما يجعلها تحتل مكانة بارزة بعد الإمبراطورية البريطانية. طوال فترة توسعها، اشتهرت برعبها وحروب الإبادة التي شنتها، حيث سيطرت على شعوب متعددة ولغات وأديان، مثبتةً بذلك مكانتها كإمبراطورية عالمية تربط بين الشرق والغرب.
تاريخ التتار
تباينت التسميات التي أُطلقت على التتار حسب الخلفيات الثقافية المختلفة، حيث يُطلق عليهم في الصين اسم “التاتا” ويُعتبرون أعداء للمغول. تميزوا بأصولهم التركيَّة ومشاركتهم في المعارك خلال فترة سيطرة المغول، إلا أنهم واجهوا نهايات مأساوية خلال الحروب المغولية.
معركة عين جالوت
تُعتبر معركة عين جالوت نقطة تحول تاريخي، حيث أدت إلى كبح جماح المغول في الشام. وقاد سيف الدين قطز مماليكه في مواجهة المغول، محققًا انتصارًا طالعًا في 3 سبتمبر 1260، وهو ما غير موازين القوة في المنطقة، وأعاد الأمل للمسلمين بعد سلسلة من الهزائم السابقة.
تأثير الإسلام على المغول
على الرغم من العداء الأولي الذي أبداه المغول تجاه المسلمين، إلا أن الدين الإسلامي بدأ في الانتشار بينهم في فترة لاحقة، فقد أسلم بركة خان بعد لقاء مع تاجر مسلم، مما عزز من عملية التحول نحو الإسلام في الإمبراطورية المغولية. وسرعان ما انتشرت الدعوة الإسلامية لتصل إلى مناطق شاسعة، بما في ذلك الهند.
بهذه المعطيات، نكون قد أسهمنا في توضيح الفرق بين المغول والتتار، واستعرضنا تاريخ كلا الشعبين وعلاقتهما بالحدث التاريخي الأوسع، والذي كان له تأثير عميق على مناطق شاسعة من العالم. وبذلك، نكون قد قدمنا صورة أوضح عن التحولات التاريخية التي نسلط الضوء عليها في مقالتنا هذه حول المغول والتتار.