تُعدُّ خطبة الجمعة من أبرز مصادر العلم المرتبطة بسنة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، حيث يتوجه المسلمون إلى بيوت الله تعالى في أيام الجمعة لحضور الخطبة وأداء الصلاة. وتُعنى هذه الخطبة بآداب وأحكام مستمدة من هدي سيد الخلق. تتضمن الخطبة مضامين عامة تُسهم في نفع الأمة والفرد على حد سواء. فما هي مضامين خطبة الجمعة وما الحكمة من وجودها هذا ما سيتم استعراضه في السطور التالية.
مما تشتمل عليه خطبة الجمعة
تتضمن خطبة الجمعة عدة عناصر أساسية وفق ما يتوافق عليه أهل العلم، ومنها
- خطبتين تنقسم خطبة الجمعة إلى خطبتين؛ حيث يبدأ الخطيب أولاهما، وعند الانتهاء منها يستغفر ويدعو الناس للاستغفار، ثم يجلس لفترة قصيرة قبل أن يقوم إلى الخطبة الثانية التي تتبعها الدعاء والصلاة.
- الحمد يبدأ الخطيب خطبته الأولى بحمد الله تعالى، مستخدماً صيغ متعددة.
- الشهادة والصلاة على النبي يتبع الخطيب بالشهادة بأن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم يُصلي ويسلم عليه.
- الوعظ بالقرآن يبدأ الخطيب بالوعظ للحضور، مستنداً إلى ما تيسر له من آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي الكريم، وينطبق ذلك أيضاً على الخطبة الثانية.
- الدعاء يقوم الخطيب بالدعاء للعباد والأمة قبل أن يترك منبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
يجدر بالذكر أن الخطبتين—الأولى والثانية—تحتويان على الوعظ، وهذا ما اتفق عليه غالبية أهل العلم، باستثناء أتباع الإمام أبو حنيفة، الذين يرون أن الخطبة الأولى مخصصة للوعظ، بينما تكون الخطبة الثانية مختصرة وتقصر على الدعاء، مما يخالف إجماع أهل العلم حول وجوب الوعظ في كلتا الخطبتين. كما يتوجب على الخطيب التشهد والصلاة على النبي قبل اختتام خطبته.