أجمل مدينة سياحية في قبرص

بافوس الجوهرة الساحرة لقبرص

تعتبر مدينة بافوس من أبرز الوجهات السياحية في قبرص، حيث تتميز بجمالها الفائق وتاريخها العريق. تقع بافوس على الشاطئ الغربي للجزيرة، وتحديداً في الجزء الجنوبي الغربي منها، مما يجعلها نقطة التقاء بين سحر البحر الأبيض المتوسط وجمال الطبيعة المحيطة. تمثل مدينة بافوس مركزًا معماريًا وحيويًا يتسم بطابع فريد يلفت انتباه السياح من جميع أنحاء العالم. يتداخل حاضر المدينة مع تاريخها الغني، حيث يجمع وسط المدينة المتطور المعروف باسم كاتو بافوس بين الأجواء الراقية والنكهات المحلية، مما يجعل من زيارة المدينة تجربة ممتعة وفريدة. في هذا المقال، سنستعرض أبرز المعالم السياحية في بافوس التي تجعل منها وجهة لا تُفوت.

1. بيت ديونيسوس

يُعتبر بيت ديونيسوس، أو أرصفة موزاييك بيت ديونيسوس، أحد أبرز المعالم السياحية في بافوس. يعود تاريخ هذا الموقع إلى القرن الثالث بعد الميلاد، ويُشتهر بفسيفسائه الرائعة التي تُعد من بين الأفضل في البحر الأبيض المتوسط. تم اكتشاف هذا العمل الفني الفذ عن طريق الصدفة عندما كان مزارع يقوم بحرث حقوله، مما أظهر مشاهد حية تعكس الميثولوجيا اليونانية، مما أضفى على المدينة طابعًا سحريًا.

تتضمن الفسيفساء مشاهد من حياة ديونيسوس، إله النبيذ، حيث يُظهر أحدها انتصاره في عربة تجرها النمور، بينما يبرز آخر مشهد جانيميد وهو يعود إلى جبل الأوليمب. كما يحتوي المنزل على واحدة من أشهر الفسيفساء التي تصور انتصار ديونيسوس. وعند الانتقال إلى الجهة المعاكسة، يوجد بيت أيون الذي يضم خمسة مشاهد فسيفسائية بجودة مذهلة، تشمل تصوير زيوس على شكل بجعة وديونيسوس كطفل.

2. أغورا أوديون

الأوديون هو مسرح صغير يرجع تأسيسه إلى القرن الثاني الميلادي، حيث كان يُستخدم في العصور الرومانية كمكان للمهرجانات الموسيقية. ورغم مرور الوقت، لا يزال الأوديون يُستخدم حتى اليوم لاستضافة المهرجانات الموسيقية في فصل الصيف. يتسع المسرح للجمهور من خلال 12 صفًا من المقاعد، بينما تبرز في المقدمة الساحة الكبيرة التي كانت تُستخدم كسوق روماني وتحتوي على أجزاء من الأعمدة القديمة.

بالقرب من الأوديون، توجد منارة حديثة وتلة صخرية يُعتقَد أنها كانت الأكروبول القديمة للمدينة، مما يجعله موقعًا مثيرًا للاهتمام لاستكشاف التاريخ الروماني لبافوس.

3. مقابر الملوك

تعد مقابر الملوك واحدة من أبرز المعالم الأثرية في بافوس، حيث تمتد لمسافة كيلومترات من المدينة إلى غرف مدفنية محفورة في الصخور ترجع إلى القرن الرابع قبل الميلاد. تُظهر هذه المدافن الرائعة تصميمًا معماريًا مصريًا واضحًا، حيث تتميز بغرف مقببة تُدعم بأعمدة دوريك، ما يعكس الفنون الهندسية المتقدمة في تلك الحقبة. تعتبر المقابر مثالاً رائعًا لطرق دفن النبلاء في تلك العصور.

4. أغيا باراسكيفي

إذا كنت تبحث عن جمال الفنون الجدارية، فإن كنيسة أغيا باراسكيفي البيزنطية تُعتبر الوجهة المثالية. تعود الكنيسة إلى القرن العاشر، وتُعد من أبرز الأمثلة على العمارة البيزنطية في بافوس. تتميز بخمسة قباب تُشكل صليبًا، وتحتوي على جداريات رائعة تعود إلى القرن الخامس عشر، بما في ذلك لوحة “العشاء الأخير” التي تُعتبر من أبرز أعمال الفن البيزنطي.

عند النظر إلى القبة المركزية، يمكن رؤية لوحة جدارية تمثل العذراء مريم وهي ترفع ذراعيها، مما يضفي بُعدًا روحيًا وفنيًا للكنيسة. تُعتبر هذه الكنيسة مكانًا فريدًا للاستمتاع بالفن البيزنطي والتاريخ الديني لقبرص.

5. المتحف الأثري

يُعتبر متحف بافوس الأثري وجهة لا بد من زيارتها لعشاق التاريخ. يحتوي المتحف على مجموعة شاملة من الآثار التي تم اكتشافها في المنطقة، والتي تمتد من العصر الحجري الحديث إلى العصر العثماني. يُعرض المتحف عبر أربع غرف، حيث تتضمن الغرفة الأولى شخصيات تراكوتا ومزهريات حمراء من بوليس بالإضافة إلى هيكل عظمي من موقع ليمبا.

تُعرض في الغرفة الثانية قطع فخار على الطراز اليوناني الكلاسيكي بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من المنحوتات والعملات التي تم سكها في مختلف ممالك المدينة. أما الغرفة الثالثة، فتحتوي على عدة توابيت وفضائل رومانية، بما في ذلك مقل العيون الرخامي وزجاجات الماء الساخن من الطين. بينما تضم الغرفة الرابعة معروضات مستخلصة من موقع بيت ديونيسوس، بما في ذلك الفخار من العصور الوسطى.

6. مزار أفروديت

يعود تاريخ مزار أفروديت إلى القرن الثاني عشر قبل الميلاد، وكان يُعتبر مركزًا دينيًا هامًا لطقوس عبادة الإلهة أفروديت. كان يتمثل الإله في شكل حجر مخروطي يتم مسحه بالزيت كجزء من الطقوس الدينية. يحتوي الموقع على عدة غرف تحيط بساحة المركز، وهي مزيج من البناء المبكر والإضافات الرومانية.

في الجناح الجنوبي، توجد بقايا معبد فينيقي وبيت روماني كبير يُعتقد أنه كان مقرًا للكهنة الذين كانوا يُديرون الحرم المقدس. كما تحتوي بقايا المنازل الرومانية الأخرى على نسخة من الفسيفساء التي تصور ليدا وسوان، مما يبرز الطابع الروماني الفريد للموقع.

7. الشواطئ

بالإضافة إلى المواقع التاريخية الثرية، تشتهر بافوس أيضًا بشواطئها الرائعة التي تضيف بُعدًا آخر لتجربة السياحة. على الجانب الشرقي من المدينة، يمكن العثور على شاطئ اليكيس الذي يُعتبر من أفضل الشواطئ للعائلات بفضل مرافقه المتكاملة وهدوئه العام.

إذا توجهت إلى خليج كيسونيراجا، الذي يبعد ثمانية كيلومترات شمال المدينة، ستجد شاطئًا رائعًا ذو رمال بيضاء. أما شاطئ لارا، المعروفة بـ 26 كم شمال المدينة في مرتفعات أكاماس، فهو يُعتبر من أفضل الشواطئ في المنطقة ويُعتبر مكانًا مهمًا لتعشيش السلاحف خلال فصل الصيف، مما يجعله وجهة مثالية لعشاق الطبيعة والحياة البرية.

8. شبه جزيرة أكاماس

تُعد شبه جزيرة أكاماس ملاذًا مثاليًا لعشاق المشي لمسافات طويلة والطبيعة. تتميز شبه الجزيرة بتنوع مذهل في النباتات والحيوانات، بما في ذلك 35 نوعًا من النباتات التي تتواجد فقط في قبرص. تمتاز جميع المسارات هناك بتنظيم جيد، مما يجعلها وجهة رائعة للاكتشاف والاستكشاف.

من بين المسارات الأكثر شعبية، نجد درب أفروديت الذي يستغرق حوالي أربع ساعات، حيث يبدأ وينتهي عند حمامات أفروديت. كما يمر الدرب بأطلال دير بيرغوس تيس ريجينا. لا ينبغي تفويت درب أدونيس، الذي يستغرق نحو ثلاث ساعات مشيًا على الأقدام، ويُعتبر من المسارات القصيرة الممتعة.

9. قلعة بافوس

تُعتبر قلعة بافوس واحدة من المعالم البارزة في المدينة، على الرغم من حجمها الصغير. بُنِيت القلعة في عام 1592 على يد العثمانيين على أنقاض حصن بيزنطي سابق. تمتاز القلعة بموقعها الاستراتيجي على الميناء، مما يجعلها خط دفاع ممتاز للمدينة. للوصول إلى القلعة، يجب عبور جسر صغير يمتد عبر خندق، ما يُتيح لك الاستمتاع بمناظر رائعة تطل على البحر الأبيض المتوسط.

تُعد القلعة مكانًا مثاليًا للاستمتاع بإطلالات بانورامية لـ البحر، وهي من أفضل الوجهات في المدينة للحصول على مناظر شاملة للميناء.

أفضل وقت لزيارة قبرص

يعتمد أفضل وقت لزيارة قبرص على تفضيلات الزوار والأنشطة التي يرغبون في الانخراط بها. يمكن تقسيم السنة إلى عدة فصول تتلاءم مع احتياجات مختلفة

  • ربيع (مارس مايو) يُعتبر فصل الربيع الوقت المثالي لزيارة قبرص، حيث تكون الطبيعة خضراء والأجواء لطيفة، كما يمكن رؤية الزهور البرية تتفتح في المناطق الريفية، خاصة في مناطق مثل تروودوس.
  • صيف (يونيو أغسطس) في فصل الصيف، ترتفع درجات الحرارة إلى مستويات أعلى، مما يجعل الشواطئ والأنشطة المائية وجهات جذب رئيسية. كما توفر مدن مثل أيا نابا وليماسول خيارات رائعة لمحبي الحياة الليلية.
  • خريف (سبتمبر نوفمبر) يُعتبر الخريف وقتًا رائعًا لزيارة قبرص، حيث تنخفض درجات الحرارة ويقل عدد السياح، مما يتيح تجربة هادئة أكثر عند زيارة المعالم السياحية.
  • شتاء (ديسمبر فبراير) يمتاز الشتاء في قبرص باعتداله، ويُعتبر فترة مناسبة لمحبي الطبيعة والرحلات في المناطق الجبلية، كما يمكن الاستمتاع بممارسة أنشطة الشتاء مثل التزلج في منتجع تروودوس.