محتويات
أسباب الشخير أثناء النوم
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الشخير أثناء النوم، حيث يمكن تصنيف هذه الأسباب إلى أسباب دائمة وأخرى مؤقتة. وبعضها يحتمل المعالجة. في هذا البحث، سنستعرض الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى الشخير، وكيف يمكن أن تؤثر هذه الظاهرة على الصحة العامة وجودة النوم.
1. وضعية النوم
تشكل وضعية النوم عاملاً مهماً في حدوث الشخير، حيث إنه عند النوم على الظهر، قد يسقط اللسان إلى الخلف ويسد مجرى الهواء جزئيًا. هذا الانسداد يؤدي إلى زيادة المقاومة الهوائية، مما يُسفر عن تدفق الهواء بسرعة أكبر خلال المجرى الضيق، وبالتالي اهتزاز الأنسجة الرخوة في الحلق وإصدار صوت الشخير. لذلك، يُنصح بتبني وضعيات النوم الجانبية كوسيلة فعالة لتقليل الشخير.
2. زيادة الوزن
تُعد السمنة واحدًا من العوامل الرئيسية التي تسهم في حدوث الشخير. فعند زيادة الوزن، تتراكم الدهون في منطقة الرقبة، مما يُضيّق الممرات الهوائية ويؤدي إلى زيادة قابلية الأنسجة في الحلق للاهتزاز. أظهرت دراسات متعددة أن خسارة الوزن يمكن أن تسهم بشكل ملحوظ في تقليل الشخير، وقد تكون كافية للقضاء عليه تمامًا في بعض الحالات.
3. السمات التشريحية
تساهم السمات التشريحية للفم والحلق في حدوث الشخير. على سبيل المثال، الأفراد الذين يعانون من وجود لحمية أو لوزتين كبيرتين، أو حنك رخو متضخم قد يكونون أكثر عرضة للشخير. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤثر زاوية الفك والشفتين على طريقة إغلاق الحلق أثناء النوم، ويُعَد وجود انسداد أو ضيق في الممرات الهوائية من العوامل الهامة التي تؤثر على حدوث الشخير أيضاً.
4. ضيق الممرات الأنفية
قد تتسبب عدة عوامل، مثل انحراف الحاجز الأنفي أو وجود زوائد لحمية، في ضيق الممرات الأنفية مما يجعل التنفس من الأنف أمراً صعباً. عندما يتعذر على الفرد التنفس من أنفه، يميل إلى التنفس من الفم، مما يزيد من احتمالية الشخير. كما أن حالات مثل التهاب الأنف التحسسي أو الزكام قد تؤدي إلى انسداد مؤقت أيضًا.
5. الحمل
ترتفع احتمالية حدوث الشخير أثناء الحمل، ولا سيما في الثلث الثالث، وذلك نتيجة لزيادة الوزن والتغيرات الهرمونية التي يمكن أن تسبب احتقان الأنف وتضخم الأنسجة في الحلق.
6. الأمراض في الممرات الأنفية
قد تؤدي الحالات المرضية مثل الأورام الحميدة أو التهاب الجيوب الأنفية المزمن إلى انسداد في مجرى التنفس، مما يزيد من فرص حدوث الشخير نتيجة لتضييق الممرات الهوائية.
7. المخدرات والكحول
يُمكن أن يؤدي تناول الكحول والمخدرات قبل النوم إلى إرخاء عضلات الحلق، مما يُعزز من احتمالية حدوث الشخير. ولذلك، يُوصى بتجنب تناول الكحول والمهدئات خلال الساعات التي تسبق النوم لتقليل هذه المشكلة.
8. التدخين
يُسبب التدخين تهيجًا في الحلق والأنسجة الرخوة، مما قد يزيد من احتمالية الشخير. المواد الكيميائية الموجودة في دخان السجائر تُفضي إلى التهابات وتضييق الشعب الهوائية، مما يؤدي إلى مشكلات في التنفس أثناء النوم.
9. العمر
مع التقدم في العمر، تضعف العضلات والألياف الداعمة لمجرى التنفس، مما يؤثر بشكل ملحوظ على حدوث الشخير بين كبار السن، حيث تصبح الأنسجة الرخوة أكثر عرضة للاهتزاز نتيجة للاسترخاء.
تعريف الشخير
يُعرف الشخير على أنه صوت أجش ينبعث من الأنف والحلق أثناء النوم. يُعتبر شائعًا جدًا، ويميل إلى الازدياد مع تقدم العمر. وفقًا للإحصائيات، نحو 57% من الرجال و40% من النساء يشخرون. يختلف صوت الشخير بين الأفراد، وقد يتراوح بين صوت خفيف أو مرتفع ويمكن أن يُسمع حتى في الغرف المجاورة.
أعراض الشخير
تتراوح أعراض الشخير بين صوت خفيف وعالي ينبعث بشكل دوري أثناء النوم، وعادةً ما يُسمع أثناء الشهيق، لكن قد يحدث أيضًا أثناء الزفير. نادرًا ما يُدرك الأشخاص الذين يشخرون أنهم يقومون بذلك، حيث أن شركاء النوم غالبًا ما يُنبّهونهم على هذه الحالة.
مضاعفات الشخير
على الرغم من أن الشخير بحد ذاته لا يمتلك آثارًا جانبية معروفة، إلا أن الأشخاص الذين يعانون من انقطاع النفس الانسدادي النومي هم أكثر عرضة للإصابة بمجموعة من المشكلات الصحية، مثل
- ارتفاع ضغط الدم يُمكن أن يؤدي الشخير المتكرر إلى رفع الضغط على القلب والأوعية الدموية.
- السكتة الدماغية يرتبط الشخير بزيادة خطر الإصابة بالسكتات الدماغية، خاصة إذا كان مرتبطًا بانقطاع النفس.
- مشاكل القلب والسكري قد تتفاقم حالات القلب أو داء السكري بسبب اضطرابات النوم.
- الشعور بالنعاس أثناء النهار يُمكن أن يتسبب الشخير في شعور بالتعب الشديد خلال النهار.
- مشكلات التركيز نقص النوم يمكن أن يؤثر سلبًا على القدرة على التركيز.
- تزايد الانزعاج يُمكن أن تؤدي قلة النوم إلى تقلبات مزاجية وازدياد مشاعر الغضب.
عوامل الخطر
تشمل عوامل الخطر المرتبطة بالشخير ما يلي
- العمر وخصوصًا لدى الرجال فوق سن الخمسين.
- السمنة تتعلق بزيادة الدهون المتراكمة حول الرقبة والبطن.
- استهلاك الكحول يعد من الأسباب الشائعة المؤدية إلى الشخير.
- احتقان الأنف المزمن مثل الالتهابات المرتبطة بالجيوب الأنفية.
- التشوهات الهيكلية مثل تضخم اللوزتين أو انحراف الحاجز الأنفي.
أعراض تحذيرية
ينبغي عدم تجاهل بعض الأعراض، والتي تشمل
- نوبات ضيق التنفس أثناء النوم قد تشير إلى مشاكل صحية خطيرة.
- صداع عند الاستيقاظ قد يدل على نقص الأكسجين أثناء النوم.
- النعاس أثناء النهار مما يُشير إلى انخفاض جودة النوم.
- ارتفاع ضغط الدم يتطلب المراقبة المستمرة.
متى يجب استشارة الطبيب
إذا ظهرت لديك أي من التحذيرية، من المهم ة الطبيب لإجراء الفحوصات المناسبة. ومع ذلك، في حال عدم وجود هذه ، يمكنك تجربة بعض الإرشادات العامة لتقليل الشخير قبل استشارة الطبيب.
ما الذي يفعله الطبيب
- طرح الأسئلة يسأل الطبيب عن الشخير، الأعراض الأخرى، والتاريخ الطبي الخاص بك.
- الفحص السريري يُساعد الفحص البدني في تحديد الاختبارات المطلوبة لتقييم انقطاع النفس الانسدادي النومي.
- مقابلة شريك النوم إذا كان لديك شخص ينام بجانبك، قد يسأل الطبيب عن تفاصيل الشخير.
كيفية الفحص البدني
- قياس الوزن لحساب مؤشر كتلة الجسم (BMI)، حيث يُعتبر الارتفاع في هذا المؤشر مرتبطًا بزيادة خطر انقطاع النفس.
- قياس حجم العنق يُمكن أن يزيد الخطر إذا كانت محيط الرقبة أكبر من 43 سم للرجال و41 سم للنساء.
- فحص الأنف والفم للبحث عن علامات انسداد ممرات الهواء.
علاج الشخير
تعتمد طرق علاج الشخير على تحديد الأسباب الكامنة وراءه. يمكن أن تشمل
- الإرشادات العامة مثل رفع الرأس أثناء النوم، وتجنب تناول الكحول والمهدئات قبيل النوم.
- فقدان الوزن يُعتبر من الحلول الفعالة، حيث يمكن أن يقلل بشكل كبير من الشخير.
- علاج احتقان الأنف باستخدام الأدوية المناسبة لتخفيف الأعراض.
العلاجات الجراحية
قد تتطلب بعض الحالات علاجًا جراحيًا، مثل تعديل الحنك الرخو لتوسيع الممرات الهوائية. مع ذلك، يتم عادةً إجراء الجراحة في حالات انقطاع النفس النومي الحاد وليس فقط لعلاج الشخير.
الوقاية من الشخير
يمكن اتخاذ بعض الخطوات لتقليل احتمالية حدوث الشخير، مثل
- تجنب الكحول والمخدرات حيث تُساهم في إرخاء الأنسجة الرخوة في الحلق.
- الحفاظ على وزن صحي أشارت الدراسات إلى أن فقدان الوزن يمكن أن يُقلل من الشخير.
- تعديل وضعية النوم يُفضل تجنب النوم على الظهر واتباع وضعية النوم الجانبي.
- استخدام وسائد مضادة للشخير للمساعدة في فتح الممرات الهوائية أثناء النوم.
تُعتبر مشكلة الشخير شائعة، ولكنها قد تؤدي إلى عواقب صحية واجتماعية. لذلك، من المهم التعرف على الأسباب والعوامل المؤثرة، والعمل على علاجها أو اتخاذ خطوات للوقاية منها. يمكن أن يُسهم العلاج المبكر والإرشادات الطبية في تحسين جودة النوم والصحة العامة، وبالتالي تقليل الشخير وآثاره السلبية.