الذبحة الصدرية تمثل حالة طبية تتسم بالألم أو الشعور بالضغط في منطقة الصدر، نتيجة لعدم تدفق الدم الغني بالأكسجين بشكل كافٍ إلى عضلة القلب،تعتبر الذبحة الصدرية واحدة من الأعراض الرئيسية لمرض الشريان التاجي، الذي ينجم عن تضيق أو انسداد الشرايين التي تزود القلب بالدم،على الرغم من أن هذا الألم شائع إلى حد ما، إلا أن الذبحة الصدرية قد تكون صعبة التمييز عن غيرها من آلام الصدر،ولذلك، يُنصح بالتوجه الفوري إلى الطبيب في حال الشعور بألم غير مبرر في الصدر لتقييم الحالة بشكل دقيق والحصول على الرعاية الصحية اللازمة.
محتويات
أسباب الذبحة الصدرية
تحدث الذبحة الصدرية عندما لا تتمكن عضلة القلب من الحصول على كمية كافية من الدم الغني بالأكسجين، مما يؤدي إلى الشعور بالألم أو الضغط في الصدر،السبب الرئيسي وراء هذه الحالة هو تضيق أو انسداد الشرايين التاجية، الناتج عادة عن تراكم الدهون والكوليسترول في جدران الشرايين، وهو ما يعرف بتصلب الشرايين.
أنواع الذبحة الصدرية
هناك عدة أنواع من الذبحة الصدرية، تختلف أعراض كل نوع بناءً على شدة المشكلة ومدى تأثر تدفق الدم إلى القلب
-
الذبحة الصدرية المستقرة
- تعد الأكثر شيوعًا، وتحدث في العادة نتيجة مجهود بدني أو توتر نفسي، مثل صعود السلم أو التعرض للإجهاد.
- تستمر الآلام لفترة قصيرة (عادة أقل من 5 دقائق) وتختفي بالراحة أو عند تناول الأدوية التي تعمل على توسيع الشرايين.
-
الذبحة الصدرية غير المستقرة
- تعتبر هذه الحالة أكثر خطورة، إذ من الممكن أن تحدث حتى أثناء الراحة،قد يستمر الألم لفترات أطول (أكثر من 30 دقيقة) ولا يختفي بالراحة أو الأدوية التقليدية.
- تعتبر هذه الحالة مؤشرًا على احتمال حدوث نوبة قلبية ويستدعي الأمر عادة طلب المساعدة الطبية العاجلة.
-
الذبحة الصدرية التشنجية الوعائية (المتغيرة)
- تحدث نتيجة تشنج في الشرايين التاجية مما يقيد تدفق الدم إلى القلب.
- قد تحدث غالبًا أثناء الراحة، وتكون شديدة في بعض الأحيان، ولكن الألم يمكن تخفيفه بتناول بعض الأدوية.
أعراض الذبحة الصدرية بناءً على النوع
أعراض الذبحة الصدرية المستقرة
- تسارع ضربات القلب عند بذل جهد بدني، مثل المشي السريع أو صعود السلم.
- ألم في الصدر يستمر لفترة قصيرة وعادةً ما يختفي مع الراحة أو بتناول أدوية توسيع الشرايين مثل النيتروجليسرين.
- انتشار الألم إلى الذراعين أو الظهر أو الكتفين في بعض الحالات.
- الشعور بالضغط في الصدر أو الألم عند التعرض للضغط النفسي أو العاطفي.
أعراض الذبحة الصدرية غير المستقرة
- ألم في الصدر يستمر لفترة طويلة (قد تصل إلى نصف ساعة أو أكثر) ويستمر حتى أثناء الراحة.
- عدم تحسن الألم رغم تناول الأدوية المعتادة أو الراحة.
- قد تترافق هذه الأعراض مع حدوث نوبة قلبية.
أعراض الذبحة الصدرية المتغيرة
- استمرار الآلام حتى أثناء الراحة.
- يمكن تخفيف الألم بتناول أدوية محددة، مثل تلك المستخدمة لعلاج تشنجات الشرايين.
أعراض الذبحة الصدرية عند النساء
بينما تتشابه أعراض الذبحة الصدرية بين النساء والرجال، إلا أن النساء قد يعانين من أعراض غير نمطية تؤدي إلى تأخير التشخيص،وتشمل هذه الأعراض
- تنميل أو خدر في الذراع الأيسر مع شعور بالضعف.
- ألم وضيق في الجانب الأيسر من الصدر.
- تشنجات عضلية في المنطقة المحيطة بالصدر، وقد تمتد إلى الكتفين أو الظهر أو الفك.
- ضيق في التنفس والشعور بالاختناق، قد يرافقه دوار أو إغماء.
- غثيان أو رغبة في القيء.
- في بعض الأحيان، تظهر الأعراض بشكل أكثر اعتدالًا وقد تكون متقطعة، مما يجعل من الصعب التمييز بينها وبين أعراض أخرى.
مضاعفات الذبحة الصدرية
الذبحة الصدرية، خصوصًا الأنواع غير المستقرة أو المتغيرة، يمكن أن تشكل خطرًا لحدوث نوبة قلبية إذا لم يتم علاجها،من المضاعفات المحتملة الأخرى التي قد ترتبط بالذبحة الصدرية
- شلل الكلى أو صعوبة الحركة في حالات شديدة.
- النوبات القلبية الناتجة عن انسداد كامل في الشرايين التاجية.
متى يجب التوجه للطبيب
من الأهمية بمكان أن يتوجه الشخص إلى الطبيب فورًا إذا شعر بأي من الأعراض التالية
- ألم في الصدر يستمر لأكثر من بضع دقائق.
- ألم يمتد إلى الذراعين أو الظهر أو الرقبة.
- ضيق في التنفس أو دوار مصاحب لألم الصدر.
- عدم تحسن الألم بعد تناول الأدوية المعتادة أو الراحة.
العلاج والوقاية
يتوقف علاج الذبحة الصدرية على نوعها وشدة الأعراض،تتضمن بعض خيارات العلاج
-
الأدوية
- النيتروجليسرين لتوسيع الشرايين وتحسين تدفق الدم.
- الأدوية المضادة للتجلط لتقليل خطر حدوث الجلطات الدموية.
- حاصرات بيتا وحاصرات الكالسيوم لتحسين وظيفة القلب.
-
إجراءات طبية
- تركيب الدعامات لتوسيع الشرايين المسدودة.
- جراحة تحويل مجرى الشريان التاجي في الحالات الأكثر شدة.
-
نمط الحياة
- ممارسة الرياضة بانتظام بعد استشارة الطبيب.
- اتباع نظام غذائي صحي، وتقليل استهلاك الدهون المشبعة والملح.
- الإقلاع عن التدخين، الذي يزيد من خطر تصلب الشرايين.
- إدارة التوتر والضغوط النفسية بطرق مثل الاسترخاء والتأمل.
عوامل تزيد من خطر الإصابة بالذبحة الصدرية
تمثل الذبحة الصدرية أحد الأعراض الشائعة لمشاكل القلب، وتزداد احتمالية الإصابة بها نتيجة للعديد من العوامل،وفيما يلي أبرز هذه العوامل
- التدخين يُعتبر التدخين من أبرز عوامل الخطر للإصابة بالذبحة الصدرية، حيث يتسبب في إلحاق الضرر بالأوعية الدموية ويزيد من احتمال تكوين الجلطات.
- فرط ضغط الدم الضغط المرتفع يؤدي إلى إجهاد القلب ويؤثر سلبًا على صحة الأوعية الدموية، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والذبحة الصدرية.
- فرط كوليسترول الدم ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم قد يؤدي إلى تراكم الدهون في الشرايين، مما يضيقها ويعوق تدفق الدم.
- قلة النشاط الجسدي الخمول البدني وعدم ممارسة الرياضة يزيدان من خطر الإصابة بأمراض القلب، بما في ذلك الذبحة الصدرية.
- السمنة الوزن الزائد يؤثر سلبًا على صحة القلب ويزيد من احتمال الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
- مرض السكري يُعتبر السكري عامل خطر رئيسي للإصابة بأمراض القلب، بما في ذلك الذبحة الصدرية، حيث يؤثر على الأوعية الدموية ويزيد من خطر تصلب الشرايين.
- التوتر التوتر والقلق يمكن أن يزيدا من ضغط الدم ويؤثران على صحة القلب، مما يزيد من خطر الإصابة بالذبحة الصدرية.
- المشروبات الكحولية استهلاك الكحول بكثرة قد يؤدي إلى زيادة ضغط الدم وزيادة مستويات الكوليسترول، مما يؤثر سلبًا على صحة القلب.
مضاعفات الذبحة الصدرية
إذا لم تُعالج الذبحة الصدرية بشكل صحيح، فقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، منها
- صعوبات في أداء الأنشطة اليومية قد يواجه المريض صعوبات في القيام بالأنشطة العادية مثل المشي، بسبب الألم أو الشعور بعدم الراحة في الصدر.
- حدوث نوبة قلبية في الحالات الحادة من الذبحة الصدرية أو تلك غير أخبار تنة، قد يحدث انسداد كامل في أحد الشرايين التاجية، مما يؤدي إلى نوبة قلبية، وهي حالة طبية طارئة تتطلب رعاية فورية.