أعراض الغدة الدرقية عند الأطفال

الغدة الدرقية تعريفها ووظائفها والاضطرابات المرتبطة بها

تعتبر الغدة الدرقية إحدى الغدد الصماء الحيوية في الجسم، حيث تلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم العديد من العمليات الحيوية الهامة،تقع هذه الغدة في مقدمة العنق، أسفل تفاحة آدم، وتأخذ شكل فراشة،تقوم الغدة بإفراز هرمونات أساسية تؤثر على مجموعة من وظائف الجسم المختلفة، بدءًا من عمليات الأيض وتنظيم درجة حرارة الجسم، وصولاً إلى التأثير على معدل ضربات القلب،ومع ذلك، قد تتعرض الغدة الدرقية لاضطرابات تؤثر على نشاطها، سواء كان ذلك يتمثل في فرط النشاط أو نقصه، مما قد يسبب تأثيرات صحية كبيرة تستدعي تدخلًا طبيًا.

وظائف الغدة الدرقية

تقوم الغدة الدرقية بإفراز نوعين رئيسيين من الهرمونات، وهما هرمون ثلاثي يودوثيرونين (T3) وهرمون الثيروكسين (T4)،يعتبر هذان الهرمونان مفتاحين لتنظيم العديد من الوظائف الحيوية في الجسم، ومنها ما يلي

1. تنظيم الأيض يعد الأيض، أو التمثيل الغذائي، عملية أساسية لتحويل الطعام إلى طاقة،يقوم هرمونا T3 وT4 بتحفيز هذه العملية مما يؤثر على كمية السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم.
2. تنظيم درجة حرارة الجسم تساعد الغدة الدرقية في الحفاظ على توازن درجة حرارة الجسم مما يساعد الجسم في التأقلم مع التغيرات البيئية.
3. تنظيم معدل ضربات القلب تؤثر الهرمونات الدرقية على سرعة نبضات القلب وضغط الدم،حيث أن زيادة مستوى إفراز هذه الهرمونات قد تؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب، بينما نقصها قد يؤدي إلى انخفاضه.
4. دعم نمو الأطفال تلعب الغدة الدرقية دورًا حيويًا في دعم النمو الجسدي والعقلي لدى الأطفال من مرحلة الطفولة حتى البلوغ.
5. دعم صحة الجهاز العصبي تؤثر الغدة الدرقية على وظائف الدماغ والأعصاب، وأي اختلال في نشاطها قد يؤدي إلى مشاكل في التركيز والذاكرة بالإضافة إلى تغيرات في المزاج.

اضطرابات الغدة الدرقية

قد تتعرض الغدة الدرقية لعدة اضطرابات، والتي قد تحدث نتيجة فرط النشاط أو نقصه،يعتمد تأثير هذه الاضطرابات على مدى الاختلال في إفراز الهرمونات.

فرط نشاط الغدة الدرقية

يحدث فرط نشاط الغدة الدرقية عندما تقوم الغدة بإنتاج كميات كبيرة من الهرمونات الدرقية، مما يؤدي إلى تسريع العمليات الحيوية في الجسم،ومن أسباب فرط النشاط

1. داء غريفز يُعتبر هذا المرض أحد الأسباب الرئيسية لفرط نشاط الغدة الدرقية، وهو حالة مناعية ذاتية يستهدف فيها جهاز المناعة الغدة الدرقية ويؤدي إلى إفراز كميات مفرطة من الهرمونات.
2. العقيدات الدرقية قد تظهر عقيدات على الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى زيادة في إفراز الهرمونات سواء بشكل مؤقت أو دائم.
3. التهاب الغدة الدرقية بعض أنواع الالتهابات، سواء كانت فيروسية أو بكتيرية، يمكن أن تسبب زيادة مؤقتة في نشاط الغدة.
4. الأدوية قد تؤدي بعض الأدوية إلى تحفيز نشاط الغدة الدرقية بشكل مفرط.

أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية

يمكن أن تشمل الأعراض التي تظهر على الأطفال المصابين بفرط نشاط الغدة الدرقية ما يلي

• فقدان الوزن رغم الشهية الجيدة إذ قد يفقد الطفل الوزن حتى مع تناول كميات كبيرة من الطعام نتيجة زيادة معدل الأيض.
• سرعة نبضات القلب يمكن أن يعاني الأطفال من زيادة ملحوظة في معدل ضربات القلب حتى في حالات الراحة.
• التعرق الزائد يعاني المصابون من التعرق المفرط حتى في الأجواء الباردة.
• التوتر العصبي قد يعاني الأطفال من القلق والعصبية نتيجة تأثيرات الهرمونات على الجهاز العصبي.
• بروز العينين يُعتبر بروز العينين واحدًا من البارزة المرتبطة بداء غريفز.
• الإسهال المتكرر قد يعاني الطفل من اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الإسهال.
• الحرارة الدائمة يشعر الأطفال بالحرارة حتى في الأجواء الباردة ويعاني بعضهم من ارتفاع حرارة الجلد.

قصور الغدة الدرقية

بالمقابل، يحدث قصور الغدة الدرقية عندما لا تستطيع الغدة الدرقية إنتاج كميات كافية من الهرمونات،يُعتبر هذا الاضطراب أكثر شيوعًا ويمكن أن يظهر عند الرضع والأطفال في مراحل مختلفة.

أسباب قصور الغدة الدرقية

1. عيوب خلقية قد يولد الطفل بغدة درقية لا تعمل بشكل صحيح أو تكون غير متطورة.
2. مرض هاشيموتو يُعتبر هذا المرض مناعي ذاتي حيث يهاجم الجهاز المناعي الغدة الدرقية مما يؤدي إلى تضررها وتقليل قدرتها على إنتاج الهرمونات.
3. نقص اليود يمكن أن يؤثر نقص اليود في النظام الغذائي على قدرة الغدة الدرقية على إنتاج الهرمونات بشكل سليم.

أعراض قصور الغدة الدرقية

تختلف أعراض قصور الغدة الدرقية حسب العمر،عند الرضع، يمكن أن تشمل الأعراض

• اليرقان (الصفرة) في الجلد والعينين.
• الإمساك المستمر.
• بطء النمو العقلي والجسدي.
• تورم في اللسان.

أما عند الأطفال والمراهقين، تشمل الأعراض

• زيادة الوزن غير المبررة.
• تباطؤ النمو الجسدي وقصر القامة مقارنة بأقرانهم.
• تباطؤ النمو العقلي وصعوبات في التعلم.
• تأخر البلوغ أو عدم انتظام الدورة الشهرية لدى الفتيات.
• تباطؤ نبضات القلب.
• جفاف الجلد والشعر.

تشخيص اضطرابات الغدة الدرقية

يتم تشخيص اضطرابات الغدة الدرقية من خلال مجموعة من الفحوصات التي تشمل

1. اختبارات الدم يتم قياس مستويات الهرمونات الدرقية (T3 وT4) بالإضافة إلى هرمون الغدة النخامية المحفز للغدة الدرقية (TSH)،يُستخدم هذا الاختبار لتحديد ما إذا كانت الغدة تعمل بشكل طبيعي أم لا.
2. التصوير الشعاعي مثل استخدام الأشعة فوق الصوتية لرؤية الغدة الدرقية وتحديد وجود أي عقيدات أو تضخم.
3. اختبارات امتصاص اليود المشع تستخدم هذه الاختبارات لمعرفة مدى نشاط الغدة الدرقية في إنتاج الهرمونات، خاصة في حالات فرط النشاط.
4. خزعة بالإبرة الدقيقة حيث يتم أخذ عينة صغيرة من الغدة لفحصها في حالة وجود شك في وجود التهاب أو سرطان.

علاج اضطرابات الغدة الدرقية

علاج فرط نشاط الغدة الدرقية

1. الأدوية المضادة للدراق مثل الميثيمازول، حيث تعمل هذه الأدوية على تقليل إنتاج الهرمونات الدرقية.
2. حاصرات بيتا تستخدم لتنظيم ضربات القلب والسيطرة على أعراض مثل القلق والتوتر العصبي.
3. العلاج باليود المشع يُستخدم لتدمير خلايا الغدة الدرقية الزائدة، رغم أنه غير مناسب للأطفال دون سن العاشرة.
4. الجراحة في بعض الحالات، قد يتطلب التدخل الجراحي إزالة جزء من الغدة أو جميعها.

علاج قصور الغدة الدرقية

عادةً ما يتم علاج قصور الغدة الدرقية باستخدام الهرمونات البديلة مثل الثيروكسين الصناعي (T4) لتعويض نقص هرمونات الغدة في الجسم.