أين تقع جنوة على الخريطة

جنوة الجوهرة الإيطالية على ساحل البحر الليغوري

موقع جنوة على الخريطة

تقع مدينة جنوة في شمال غرب إيطاليا، وتُمارس تأثيراً كبيراً كونها واحدة من أبرز المدن الساحلية في البلاد، حيث تمتد على مساحة تقارب 243 كيلومتراً مربعاً،يتميز شريطها الساحلي الضيق بطول يبلغ حوالي 42 كيلومتراً، محاطاً بسلسلة جبال تُعرف بجبال حريزة،هذه الجغرافيا المميزة تجمع بين جمال البحر والجبال، مما يسهم في خلق منظر طبيعي فريد.

يُعتبر ميناء جنوة، الذي يستقر في قلب المدينة، من أوائل الموانئ الطبيعية في العالم، حيث يُعتبر الأكبر في إيطاليا وأحد أهم الموانئ في البحر الأبيض المتوسط،تلعب الممرات المائية المستمدة من التلال المحيطة دوراً حيوياً في تعزيز اقتصاد المدينة وجذب السياح.

تُعتبر جنوة جزءاً من منطقة ريفييرا ليڤانتي، وهي محاطة بعدد من المدن الإيطالية البارزة مثل بولشيفيرا في الغرب وبيزانيو في الشرق، وتقترب منها مدن سياحية مشهورة أخرى مثل فلورنسا وجزيرة صقلية، حيث تفصلهم مسافة تقدر بـ1384 كيلومتراً، تعادل رحلة بالسيارة تستغرق حوالي 14 ساعة.

أهمية جنوة في التاريخ

تاريخ جنوة مشهود له بالتميز، حيث أظهرت المدينة على مر العصور دوراً بارزاً في مجالات الملاحة والتجارة،يعتبر اندريا دوريا، أحد الأعلام البارزة من أبنائها، رمزاً للإصلاح والتطوير، في حين وُلد كريستوفر كولومبوس، مكتشف أمريكا، على أراضيها.

تأسست جنوة على شكل قرية صغيرة فوق تل خلف الميناء، ومع مرور الزمن تطورت تدريجياً لتصبح مدينة محصنة،بدأت عمليات بناء التحصينات منذ القرن التاسع، حيث تم إنشاء أسوار متعددة لحماية المدينة، واستمرت هذه الجهود حتى القرن السادس عشر،ورغم تدمير الكثير من هذه التحصينات، إلا أن سوراً محصناً بُني في عام 1926 لا يزال قائماً ويعتبر الأطول في أوروبا،كما شهد القرن التاسع عشر انتعاشاً كبيراً بفضل إنشاء الميناء الجديد الذي ساهم في تعزيز النشاط التجاري.

جنوة في العصر الحديث

في عصرنا الحديث، تم إدراج جنوة ضمن مواقع التراث العالمي المعترف بها من قبل اليونسكو، مما يعزز من أهميتها كوجهة سياحية،المدينة استضافت مؤتمراً لقمة مجموعة الثماني السابع والعشرين في عام 2001، وفي عام 2004 تم إعلانها عاصمة للثقافة الأوروبية، جنباً إلى جنب مع مدينة ليل الفرنسية.

المناخ في جنوة

تستفيد جنوة من موقعها الساحلي على البحر الليغوري، مما يُكسبها مناخاً بحرياً معتدلاً،يتميز المدى الحراري اليومي بأنه منخفض، وتكون الرياح غالباً من جهة الشمال خلال فصل الشتاء، مما يساهم في هطول الأمطار خلال العام،تُعتبر كمية الأمطار أكبر في الشتاء مقارنة بالصيف، حيث تزداد الرطوبة في أشهر الصيف، مما يخلق أجواء دافئة ورطبة،تتفاوت الخصائص المناخية داخل المدينة بفضل التضاريس والارتفاعات المختلفة.

نبذة تاريخية عن جنوة

1،التاريخ القديم

شهدت جنوة تأريخاً عريقاً تعود جذوره إلى فترة الاحتلال الإغريقي، حيث تأسست المدينة حول 2000 إلى 2500 قبل الميلاد،تم العثور على مقابر تعود للقرنين السادس والخامس قبل الميلاد، مما يؤكد وجود تلك الحضارة،ثم سيطر الفينيقيون على المناطق القريبة، وفي فترة الإمبراطورية الرومانية، كانت مرسيليا تسيطر على جنوة قبل أن تتعرض المدينة للتدمير على يد القرطاجيين في عام 209 قبل الميلاد،أعيد بناء المدينة بعد الحرب القرطاجية، لكن السيطرة انتقلت لاحقاً إلى القوط الشرقيين وبعدهم البيزنطيين.

2،جنوة في العصور الوسطى

شهدت المدينة، خلال العصور الوسطى، نمواً كمركز تجاري كبير،وفي عام 1110، بُذلت جهود لتشكيل بلدية مستقلة مع انتخاب قناصل للإدارة،أصبحت جنوة جمهورية بحرية تنافس البندقية، وشاركت في الحروب الصليبية، مما عزز من نفوذها،تواصلت تحالفاتها مع الإمبراطورية البيزنطية بعد انهيار الصليبيين، ولكنها مرت بفترات من الانهيار بسبب التدهور السكاني والاقتصادي.

3،العصور الحديثة

في القرن السابع عشر، تعرضت جنوة لهجمات من الفرنسيين، كما احتلتها النمسا عام 1746،في عام 1797، تحولت إلى محمية فرنسية وأطلق عليها اسم الجمهورية الليغورية تحت تأثير نابليون،وفي عام 1805 عادت إلى السيطرة الفرنسية، لكنها استعادت حريتها في عام 1814 بعد ثورة ناجحة ضد الاحتلال الفرنسي،

تعرضت جنوة للقصف خلال الحرب العالمية الثانية، حيث سقطت قنبلة غير منفجرة على كاتدرائية سان لورينز، والتي تُعد الآن من المعالم السياحية للمدينة.

السياحة في جنوة

تُعتبر جنوة اليوم واحدة من أبرز ست مدن سياحية في إيطاليا، حيث تتمتع بتنوع كبير في خيارات السياحة التي تلبي مختلف الازواق،المدينة تتميز بمعالمها التاريخية والمعمارية، بالإضافة إلى شواطئها الساحرة، مما يجعلها وجهة مثالية للعطلات.

تجمع جنوة بين الطابع التجاري والتاريخي والثقافي، حيث تضم مجموعة واسعة من الفنادق الفاخرة والخدمات المتميزة التي تستقطب السياح من جميع الأطياف،كما أن تاريخ الموانئ في جنوة يُعد من أروع قصص التجار والملاحين، مما يجعل المدينة مكانًا مثاليًا لعشاق التاريخ.

أهم المعالم السياحية في جنوة

1،منارة جنوة

تُعتبر منارة جنوة، بارتفاع 250 قدماً، واحدة من أطول المنارات في العالم وثالث أقدمها،تستقطب المنارة الزوار بأطلالتها الخلابة على البحر الليغوري.

2،ساحة دي فيراري

تقع ساحة دي فيراري في مركز المدينة، وتُعتبر واحدة من أهم الساحات التاريخية بالمدينة، حيث تضم مجموعة من المباني العريقة من العصور الوسطى، من ضمنها منزل كريستوفر كولومبوس وكاتدرائية سانت لورانس.

3،حي بوكاداس

يُعد حي بوكاداس من أجمل الأحياء التقليدية في جنوة، حيث يتمتع بموقع ساحلي رائع،يشتهر هذا الحي بمطاعمه التي تقدم أطباق المأكولات البحرية الإيطالية، مما يجعله وجهة محببة لعشاق الطعام.

4،شارع فيا غاريبالدي

يعتبر شارع فيا غاريبالدي من أشهر الشوارع في جنوة ويحتوي على ممشى مميز من القصور والمباني القديمة، وقد تم إدراجه ضمن مواقع التراث العالمي من قبل اليونسكو في عام 2006.

5،المدينة القديمة

تُعتبر المدينة القديمة في جنوة منطقة جذب سياحي هامة، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بالتجول في الأزقة الضيقة المرصوفة بالحصى واكتشاف المباني التاريخية والمقاهي التقليدية.

6،أكواريوم جنوة

يُعد أكواريوم جنوة واحداً من أكبر الأكواريومات في أوروبا، ويحتوي على مجموعة ضخمة من الأحواض المائية التي تضم أكثر من 15,000 نوع من الأسماك والطيور والزواحف،يقع الأكواريوم في ميناء جنوة القديم، ويجذب سنوياً حوالي مليون ونصف زائر.