محتويات
اتجاه أبواب المقابر الفرعونية
تعد المقابر الفرعونية من أبرز المعالم التي أبدعها المصريون القدماء، وهي جزء لا يتجزأ من تراثهم الثقافي والديني العميق،تتمثل أهمية تصميم المقابر في توجيه أبوابها نقلًا عن ارتكاز عميق على المعتقدات الدينية الخاصة بالتواصل بين الحياة والموت، والتجدد،في هذا السياق، وُجهت الأبواب في الغالب نحو الغرب، وهو ما يعكس رؤية موحدة لدى المصريين عن العالم الآخر ومكانة الروح بعد الوفاة.
أهمية الغرب في المعتقدات الفرعونية
أولى المصريون القدماء أهمية كبيرة للشمس، حيث اعتبروا أنها رمز للحياة والبعث،فعند شروق الشمس من الشرق وغروبها في الغرب، كان هذا يمثل دورة الحياة الطبيعية، وأسهم في تكوين فكرة تقابل الحياة الأخرى ببدء جديد يعقب نهاية الحياة الدنيا،استنادًا إلى هذا الإيمان، اعتُبر الاتجاه نحو الغرب مقدسًا؛ إذ وُجد اعتقادٌ سائدٌ بأن أرواح الموتى تسلك هذا الاتجاه للالتحاق بدورة الشمس الأبدية،Consequently، كان توجيه أبواب المقابر نحو الغرب جزءًا أساسيًا من المخطط لضمان ملاءمة الروح للانضمام إلى مسار الشمس في العالم السفلي.
المعاني الروحية لاتجاه الغرب
الإيمان المنتشر عند توجيه أبواب المقابر نحو الغرب كان يستند إلى اعتقاد المصريين بأن الروح تتجه نحو الشمس في رحلتها الليلية عبر العالم السفلي (الدوات)، الذي يمثل عالم الموتى في الأساطير المصرية،كانت هذه الرحلة مزودة بمفاهيم التجديد والحياة الأبدية، مستلهمة من أسطورة الإله أوزوريس، الذي ذُبح ثم أعيد إلى الحياة، مما ساهم في مجد يفوق الزمن لدى المصريين القدماء.
عملية التحنيط
طُورت عملية التحنيط عبر قرون عدة في مصر القديمة، وأصبحت واحدة من أعقد العمليات فيما يتعلق بعلم التشريح والكيمياء،لم تكن مجرد إجراءات عشوائية، بل تضمنت طقوسًا دقيقة ومعرفة متخصصة.
خطوات التحنيط بالتفصيل
-
إزالة الأعضاء الداخلية
- كانت المرحلة الأولى تتضمن إزالة الأعضاء التي تتعرض للتحلل سريعًا بعد الموت، مثل الأمعاء والكبد والرئتين،أُخرجت هذه الأعضاء عبر شق على الجانب الأيسر من البطن، وتم حفظها في أوانٍ خاصة تُعرف بالأواني الكانوبية، حيث كانت مُخصصة لكل إله من أبناء حورس لحماية العضو المعين.
-
استخراج المخ
- كان يتم استخراجه بعناية من خلال فتحة صغيرة تُحدث في الأنف، وكان يتم عبر أدوات خاصة،هذا الإجراء يُعدّ مهمًا لتجنب تشويه ملامح الوجه، التي اعتُبرت أمراً مقدسًا.
-
تجفيف الجثة بملح النطرون
- الأجساد كانت تُجفف باستخدام ملح النطرون، وهو مكون طبيعي يساعد في امتصاص الرطوبة، مما يحافظ على الجسم من التحلل.
-
التغطية بالكتان
- تُشَفَع الجثة بطبقات من الكتان المعالج بالراتنجات، حيث كانت توضع التمائم والصلوات بين طبقات القماش لضمان حماية الروح.
-
إعداد التابوت
- بعد اكتمال عملية التحنيط، وُضعت الجثة في تابوت يُصنع عادةً من مواد باهظة، مُزينة برسومات ونقوش تصور رحلات المتوفى إلى العالم الآخر،غالبًا ما يتم وضع تمثال للإله أوزوريس، مع تمثيلات أخرى تعكس الرموز الدينية.
-
تحنيط الحيوانات
- لم يقتصر التحنيط على البشر، بل شمل أيضًا الحيوانات المقدسة مثل الثيران والقطط والتماسيح،كان يُعتقد أن هذه الحيوانات تُرافق الميت إلى العالم الآخر.
طبقات الدفن لدى الفراعنة
تباينت طرق الدفن والتحنيط بناءً على الطبقات الاجتماعية في مصر القديمة، مع وجود نظام هرمي يحدد مستوى الإحسان في التحنيط والدفن وفقاً لمكانة المتوفى.
طبقات الدفن وتفاصيلها
-
طبقة الملوك والنبلاء
- هذه الطبقة حظيت بأعلى درجات العناية في عمليات التحنيط، حيث أُزيلت الأعضاء الداخلية، وتم حشو الجثة بالمواد العطرية،كان يسهل تصميم التوابيت الفاخرة من مواد ثمينة مثل الذهب، مزينة بنقوش تحكي قصص حياة الملوك والنبلاء.
-
الطبقة المتوسطة
- استهدفت عمليات التحنيط في هذه الطبقة أساليب أقل تعقيدًا،كان يتم حقن الجسد بزيت الأرز للحفاظ عليه، ثم تغمر الجثة في ملح النطرون حتى تجف، ليتم afterward لفها بقطعة قماش من الكتان.
-
طبقة الفقراء
- خذت عمليات التحنيط في هذه الطبقة طابعًا بسيطًا، حيث كانت الأمعاء تُنظف وتحفظ الجثة في ملح النطرون لعدة أسابيع، قبل أن تُلف بقماش غير مكلف، وغالبًا ما يُستخدم قماش قديم.
تطور المقابر الفرعونية
تطورت المقابر الفرعونية مع مرور الزمن، حيث عُكست هذه التغيرات في أساليب البناء والتزيين،انتقلت فكرة المقبرة من مصطبة بدائية إلى بناءات أهرامية ضخمة ومعقدة.
تدرج وتطور المقابر
-
المصطبة
- كانت المصطبة تُعتبر الشكل الأساسي للمقابر، عبارة عن بناء مستطيل فوق سطح الأرض مع بئر يؤدي إلى حجرة الدفن،غالبًا ما كانت تُبنى من الطوب اللبن وتُزين بالنقوش.
-
الهرم المدرج
- مع تقدم العمارة المصرية، ظهرت الهياكل المدرجة، مثل هرم زوسر المدرج في سقارة،بُني هذا الهرم من الحجر الجيري بدلاً من الطوب اللبن.
-
الأهرامات الكاملة
- تطورت الأهرامات لاحقًا إلى هياكل كبرى مُغطاة بكساء حجري، كهرم خوفو في الجيزة، الذي يُعد مثالاً لكمال البناء الدقيق، حيث بلغ ارتفاعه 164 مترًا، مُصنفًا ضمن عجائب الدنيا السبع.
-
الأهرامات المنحنية
- مع زيادة التعقيدات المعمارية، واجه البناؤون مشاكل تقنية في بناء الهرم المنحني في دهشور، المصمم بزاوية منحنية لتجنب الانهيار.
-
المقابر في العصور الوسطى
- شملت الفترة اللاحقة، وخاصة في العصور الوسطى، العودة إلى بناء مقابر أصغر وأقل تعقيدًا، مصنوعة من الطوب اللبن مع كساء حجري.
ملحقات الحياة الأخرى
الإيمان بحياة ما بعد الموت لدى المصريين القدماء أدى إلى دفن الأشياء التي يُعتقد أنها ستفيد الموتى في رحلتهم الجديدة.
الأشياء التي كانت تُدفن مع الميت
-
الأثاث
- كانت المقابر تضم أثاثًا ضروريًا للحياة بعد الموت، مثل الأسرّة والطاولات، الذي كان يُعتبر أساسياً لراحة الميت في العالم الآخر.
-
الطعام والشراب
- احتوت المقابر أيضًا على كميات كبيرة من الطعام والشراب لتلبية احتياجات الروح خلال رحلتها الأبدية.
-
المجوهرات والملابس
- الأشياء مثل المجوهرات والملابس كانت تُدفن مع المتوفي لضمان مظهره اللائق،كانت المجوهرات تعُدّ رموز حماية وقوة.
-
الأسلحة
- كانت بعض المقابر تضم أسلحة تحسبًا لضرورة الدفاع عن الروح في العالم الآخر.
أسئلة شائعة حول أبواب المقابر الفرعونية
ما هو اتجاه أبواب معظم المقابر الفرعونية في مصر
الاتجاه السائد لأبواب المقابر الفرعونية كان نحو الغرب، ارتباطًا بمعتقدات عن البعث والحياة الآخرة.
لماذا توجهت معظم المقابر نحو الغرب
الغرب كان يُعتبر مقدسًا لأنه يمثل غروب الشمس، المرتبط ارتباطًا وثيقًا بالبعث والحياة الأبدية.
هل كانت هناك استثناءات لاتجاه أبواب المقابر
نعم، ثمة استثناءات ناتجة عن أسباب جغرافية أو معمارية، ولكن الاتجاه العام نحو الغرب ظل الأكثر شيوعًا.
هل كانت هناك رموز أخرى على أبواب المقابر
نعم، غالبًا ما وُضعت رموز دينية ورموز تمثل الشمس والآلهة المرتبطة بالبعث على أبواب المقابر.
ما هي أمثلة على مقابر فرعونية مشهورة توجه أبوابها نحو الغرب
تُعدّ مقبرة توت عنخ آمون، ومقبرة رمسيس السادس، ومقبرة سيتى الأول من بين المقابر المعروفة التي تُوجه أبوابها نحو الغرب.