يعتبر التمييز بين غازات الدورة الشهرية وغازات الحمل أمرًا محيرًا للغاية، حيث يتشابه شعور الانتفاخ في الحالتين، مما يجعل من الصعب التفريق بينهما،تختلف طبيعة الانتفاخ في كلا الحالتين، ولكن لا يمكن الجزم بشكل قاطع عن طريق الأعراض وحدها دون إجراء تحليل الحمل،يتسبب التشابه في الأعراض في كثير من الأحيان في اللبس بينهما، على الرغم من وجود بعض النقاط التي تسهم في توضيح الفرق بين الحالتين.
محتويات
غازات الدورة الشهرية
تُعتبر غازات الدورة الشهرية من الأعراض الشائعة التي تعاني منها النساء قبل وأثناء فترة الحيض،يعود ذلك إلى التغيرات الهرمونية التي تطرأ على الجسم خلال هذه الفترة،يحدث الانتفاخ بشكل أساسي نتيجة تغير مستويات الهرمونات الأنثوية مثل الإستروجين والبروجسترون، التي تؤثر على الجهاز الهضمي وتؤدي إلى تراكم الغازات في الأمعاء،تتجمع هذه الغازات عادة قبل بدء الدورة وتسبب شعورًا بالانتفاخ والامتلاء في البطن، بالإضافة إلى حدوث تقلصات وشعور بالضغط في المنطقة السفلية من البطن.
عادةً ما يبدأ هذا النوع من الانتفاخ قبل عدة أيام من موعد الدورة الشهرية واستمرار أعراضه لبضعة أيام بعد بدء نزول الدم،قد يصاحبه ألم في أسفل البطن وتقلصات قد تكون مزعجة لبعض النساء،بشكل عام، يخف الانتفاخ تدريجيًا مع بدء الدورة الشهرية، ويتحسن مستوى الهرمونات، مما يعيد الجهاز الهضمي إلى حالته الطبيعية.
عوامل تزيد من غازات الدورة
تعد التغيرات الهرمونية من الأسباب الرئيسية لغازات الدورة، ولكن هناك عوامل أخرى قد تُسهم في تفاقم هذه المشكلة،من بين هذه العوامل، الأطعمة التي تتناولها المرأة خلال هذه الفترة،تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضروات الورقية والبقوليات قد يُزيد من حدة الانتفاخ والغازات،كما أن تناول الأطعمة الدسمة أو الثقيلة على المعدة يمكن أن يُزيد من الشعور بالانتفاخ.
من العوامل الأخرى التي قد تُسهم في زيادة الانتفاخ هو تناول المشروبات الغازية المحتوية على غاز ثاني أكسيد الكربون،تؤدي هذه المشروبات إلى دخول كمية كبيرة من الغازات إلى الجهاز الهضمي، مما يزيد من حدة الانتفاخ،وكذلك، فإن تناول الطعام بسرعة أو ابتلاع كميات كبيرة من الهواء أثناء الأكل أو الشرب يمكن أن يزيد من كمية الغازات المتجمعة في البطن.
من المهم أيضًا الإشارة إلى أن النساء اللاتي يعانين من متلازمة القولون العصبي قد يشعرن بزيادة في أعراض الغازات والانتفاخ خلال فترة الدورة الشهرية،فالمعاناة من القولون العصبي تجعل الجهاز الهضمي أكثر حساسية للتغيرات الهرمونية، مما يؤدي إلى زيادة تقلصات البطن والانتفاخات.
تكيسات المبايض
تُعتبر تكيسات المبايض من الحالات الشائعة التي تعاني منها العديد من النساء، خاصةً خلال سنوات الإنجاب،تتكون هذه التكيسات من أكياس تحتوي على سائل أو مواد صلبة تتشكل على المبيض خلال الدورة الشهرية،في بعض الأحيان، يمكن أن تسبب هذه التكيسات انتفاخات غازية في البطن بسبب تأثيرها على الجهاز الهضمي،إذا كانت التكيسات كبيرة أو مؤلمة، قد تشعر المرأة بضغط في منطقة البطن وزيادة في الغازات.
قد تترافق التكيسات أيضًا مع أعراض أخرى مثل ألم في منطقة الحوض، عدم انتظام الدورة الشهرية، زيادة في الوزن، وصعوبة في الحمل،من الضروري عند الشعور بأي من هذه الأعراض استشارة طبيب النساء للحصول على تشخيص دقيق والعلاج المناسب.
التخلص من الغازات قبل الدورة الشهرية
للتخفيف من الانتفاخ والغازات التي تصاحب الدورة الشهرية، يمكن اتباع عدة خطوات وإجراءات تساعد على الحد من هذه الأعراض،أولاً، يجب تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف الطبيعية، مثل الفواكه والخضروات، حيث تسهم في تحسين عملية الهضم وتقلل من احتمالية تجمع الغازات في الأمعاء،كما تُعتبر المكسرات مصدرًا غنيًا بالفيتامينات والمعادن التي تساعد على تقليل الانتفاخ، خاصةً فيتامين ب الذي يُسهم في تحسين وظائف الجهاز الهضمي.
كما يجب الحرص على شرب كمية كافية من السوائل، وخصوصًا الماء والعصائر الطبيعية الخالية من السكر،تُساعد السوائل في تقليل الانتفاخ من خلال تحفيز عملية الهضم وزيادة حركة الأمعاء،تُعتبر المشروبات الساخنة مثل الشاي العشبي خيارًا جيدًا أيضًا، حيث تساعد على تهدئة الجهاز الهضمي وتخفيف تقلصات البطن.
ممارسة التمارين الرياضية هي واحدة من أفضل الوسائل للتخلص من الانتفاخات والغازات،تُساعد الحركة المستمرة على تنشيط الدورة الدموية وزيادة حركة الأمعاء، مما يُسهم في تقليل الغازات والانتفاخات،تعد الرياضة الصباحية مفيدة بشكل خاص، حيث تُنشط الجسم بشكل كامل وتحفز الجهاز الهضمي على العمل بكفاءة أكبر.
أعراض الحمل المبكرة
في بداية الحمل، قد تظهر أعراض مشابهة جدًا لأعراض الدورة الشهرية، وذلك يشمل الانتفاخات والغازات،يحدث الانتفاخ في هذه المرحلة نتيجة زيادة مستوى هرمون البروجسترون، الذي يؤثر على عضلات الأمعاء ويبطئ عملية الهضم،نتيجة لذلك، تتجمع الغازات في الأمعاء وتسبب شعورًا بالانتفاخ والضغط في البطن.
من الأعراض الأخرى التي قد تظهر في بداية الحمل هو انغراس البويضة في الرحم،بعد حوالي ستة أيام من التخصيب، تبدأ البويضة المخصبة في الانغراس في بطانة الرحم، وقد يرافق ذلك نزول قطرات دم خفيفة،يُعرف هذا العرض بنزيف الانغراس، وهو شائع لدى العديد من النساء، ولكنه قد يكون غير ملحوظ في بعض الحالات.
أيضًا، من الشائعة في بداية الحمل التغيرات في حجم وشكل الثدي،نتيجة لزيادة نسبة هرمون الإستروجين، يبدأ الثدي في التورم ويصبح أكثر حساسية، وقد تشعر المرأة بألم مشابه للألم الذي يحدث قبل الدورة الشهرية،يمكن أيضًا أن يتغير لون حلمات الثدي، حيث تصبح أكثر قتامة وتزداد حساسية الحلمات للمس.
تتضمن الأعراض الأخرى التي قد تواجهها النساء في بداية الحمل التقلبات المزاجية، حيث تحدث تغيرات في المزاج نتيجة للتغيرات الهرمونية السريعة،قد تشعر المرأة بزيادة في التوتر أو القلق، وأحيانًا يمكن أن تصاب بالاكتئاب،هذه التغيرات مزاجية شائعة جدًا في الأشهر الأولى من الحمل.
القيء والغثيان يُعتبران من الأعراض الكلاسيكية التي تواجهها العديد من النساء في بداية الحمل، خاصةً في الأسابيع التسعة الأولى،هذه الأعراض تحدث نتيجة التغيرات الهرمونية في الجسم، وعادة ما تكون أكثر شدة في فترة الصباح، ولكنها قد تحدث في أي وقت خلال اليوم.
تشعر المرأة الحامل في كثير من الأحيان بالتعب الجسدي والإرهاق الشديد،تنتج هذه الحالة عن زيادة مستوى هرمون البروجسترون الذي يؤثر على مستويات الطاقة في الجسم،يمكن أن يستمر الشعور بالإرهاق طوال فترة الحمل، ولكنه غالبًا ما يكون أكثر شدة في الأسابيع الأولى.
كثرة التبول تُعتبر عرضًا آخر شائعًا في بداية الحمل، حيث يضغط الرحم المتنامي على المثانة، مما يؤدي إلى شعور المرأة بالحاجة المتكررة للتبول،يحدث ذلك بسبب زيادة تدفق الدم إلى منطقة الحوض والتغيرات في حجم الرحم.
كيفية التخفيف من آلام الحمل
توجد عدة طرق يمكن من خلالها التخفيف من الأعراض المزعجة التي تصاحب الحمل،من المهم تجنب تناول الأطعمة المشبعة بالدهون أو التي تحتوي على نسبة عالية من الأملاح، لأنها قد تزيد من الشعور بالغثيان،يُنصح بتناول وجبات خفيفة مثل المقرمشات المالحة عند الشعور بالغثيان، وخصوصًا قبل النوم أو عند الاستيقاظ.
الحصول على نوم كافٍ ومريح للجسم يُسهم بشكل كبير في تقليل الإجهاد البدني والإرهاق،يجب أيضًا الحرص على ارتداء حمالة صدر مريحة، ويفضل أن تكون مصنوعة من القطن لتخفيف الإحساس بالألم في الثديين.