محتويات
المعدل الطبيعي لفيروس بي (HBV)
فيروس التهاب الكبد ب (HBV) هو عدوى فيروسية تؤثر بشكل رئيسي على الكبد، مسببةً التهابات قد تفضي إلى مضاعفات صحية خطيرة، تتراوح من التهابات حادة إلى مشكلات مزمنة مثل تليف الكبد أو سرطان الكبد،يُعتبر فيروس بي أحد التهديدات الصحية العالمية، خاصة في البلدان النامية، حيث تعاني أنظمة الرعاية الصحية من قيود تحول دون احتواء العدوى بشكل فعال،إذا لم تتم معالجة الإصابة بفيروس بي بشكل مناسب، فإنها قد تؤدي إلى تدهور ملحوظ في وظائف الكبد على المدى الطويل،
يُعتبر فيروس بي من أكثر العدوى شيوعًا التي تنتقل عبر الدم أو ملامسة سوائل الجسم الملوثة،من طرق انتقال العدوى التي يجب معرفتها
- انتقال العدوى من الأم إلى الطفل قد يتم انتقال الفيروس أثناء الولادة في حال كانت الأم حاملًا للفيروس، مما يستوجب ضرورة فحص النساء الحوامل.
- ملامسة الدم الملوث يمكن أن ينتقل الفيروس بسهولة عبر ملامسة الدم المصاب، مثل استخدام أدوات حادة أو معدات طبية غير معقمة.
- الاستخدام المشترك للإبر أو الأدوات الشخصية يعتبر المتعاطون للمخدرات عبر الإبر غير المعقمة من الفئات الأكثر عرضة للإصابة.
في عام 2025، قدرت منظمة الصحة العالمية أن حوالي 820,000 شخص فارقوا الحياة بسبب مضاعفات فيروس بي، بما في ذلك تليف الكبد وسرطان الكبد،في نفس العام، تم تسجيل 4 ملايين حالة إصابة بالعدوى المزمنة عالميًا، مما يعادل نحو 10% من إجمالي المصابين،كما ارتفع عدد الإصابات الجديدة ليصل إلى حوالي 1.5 مليون حالة، مما يعكس حجم التحدي الصحي الذي يمثله هذا الفيروس،
تشخيص الإصابة بفيروس بي
يتم تشخيص الإصابة بفيروس بي من خلال إجراء اختبارات دم تهدف إلى الكشف عن وجود الفيروس أو الأجسام المضادة المرتبطة به،تساهم هذه الفحوصات في تحديد ما إذا كان الشخص مصابًا حاليًا بالفيروس، أو أنه تعافى منه، أو أنه حامل للفيروس دون ظهور أعراض،
- تحليل وظائف الكبد تسهم الفحوصات الدموية في تقييم مدى تأثير الفيروس على الكبد من خلال تحليل إنزيمات الكبد وقياس مدى تلف الأنسجة.
- فحص الموجات فوق الصوتية تُستخدم الموجات فوق الصوتية للكشف عن التغيرات في بنية الكبد، وتحديد مدى التلف الناتج عن العدوى المزمنة.
- خزعة الكبد في بعض الحالات، يقوم الأطباء بأخذ عينة صغيرة من الكبد لفحصها تحت المجهر، لتحديد مدى تقدم الضرر وتحديد العلاج الأنسب.
كيفية اكتشاف الإصابة بفيروس بي
تعتبر فحوصات فيروس بي ضرورية للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة، مثل
- النساء الحوامل يُجرى لهن فحص دوري لتجنب انتقال العدوى إلى الجنين أثناء الولادة.
- الأشخاص الذين يعيشون مع مصابين بفيروس بي حيث يزداد خطر انتقال العدوى عبر ملامسة الدم أو سوائل الجسم.
- الأشخاص الذين لديهم تاريخ من الأمراض المنقولة جنسيًا تساهم الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا في زيادة مخاطر الإصابة بفيروس بي.
- الأشخاص الذين يمارسون الجنس مع شركاء متعددين أو من نفس الجنس تُعتبر هذه الفئة أكثر عرضة للإصابة بسبب الممارسات الجنسية غير الآمنة.
- الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشري (HIV) أو التهاب الكبد C الأفراد الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة أو التهابات كبدية أخرى هم أكثر عرضة للإصابة بفيروس بي.
- الأشخاص الذين يتلقون غسيل الكلى نظرًا لاحتمالية تعرضهم لأدوات غير معقمة.
- المتعاطون للمخدرات عن طريق الحقن تعاطي المخدرات بواسطة الحقن غير المعقمة يزيد بشكل كبير من خطر انتقال الفيروس.
أعراض فيروس بي
لا تظهر أعراض فيروس بي على جميع المصابين، مما يجعل الفيروس خطيرًا، حيث يمكن أن يعيش الشخص المصاب دون أن يكون على علم بإصابته، لكنه يصبح قادرًا على نقل العدوى للآخرين،في حال ظهور الأعراض، قد تشمل
- اليرقان وهو اصفرار الجلد وبياض العينين، ويعتبر أحد أبرز أعراض تلف الكبد.
- البول الداكن الذي يشير إلى تراكم البيليروبين في الدم بسبب ضعف قدرة الكبد على تصريفه.
- التعب الشديد يشتكي المصابون من الإرهاق الشديد الذي لا يتحسن حتى مع الراحة.
- الغثيان والقيء يعاني المصابون من الغثيان المستمر وقد يتعرضون للقيء.
- ألم البطن خاصة في الجزء العلوي الأيمن، حيث يقع الكبد.
في الحالات الحادة، قد تتطور الحالة إلى فشل كبدي حاد، وهي حالة نادرة لكنها قد تؤدي إلى الوفاة إذا لم تُعالج بشكل عاجل،أما في الحالات المزمنة، فيمكن أن يتحول الفيروس إلى التهاب كبدي مزمن، مما يزيد من خطر الإصابة بتليف الكبد وسرطان الكبد،
الوقاية من فيروس بي
تتوفر وسائل فعالة للوقاية من فيروس بي، وأهمها هو التطعيم،يُعد اللقاح المضاد لفيروس بي واحدًا من أكثر اللقاحات كفاءة في الوقاية من العدوى،يُيمكن تلقي اللقاح في مراحل مبكرة من العمر، وهو ضروري بشكل خاص للأطفال حديثي الولادة في المناطق التي تتفشى فيها العدوى بشكل كبير،
إلى جانب التطعيم، يُمكن اتخاذ بعض الاحتياطات لتجنب الإصابة بالفيروس، ومنها
- تجنب مشاركة الإبر أو الأدوات الحادة مثل شفرات الحلاقة، وفرش الأسنان، والإبر.
- استخدام الأدوات الطبية المعقمة التأكد من استخدام معدات معقمة تمامًا في المرافق الصحية.
- الامتناع عن تعاطي المخدرات عن طريق الحقن تعتبر هذه العادة من أخطر طرق انتقال العدوى.
العلاج
يعتمد علاج فيروس بي على حالة المريض ومدى تقدم المرض،في الحالات الحادة، قد لا يحتاج المريض إلى علاج محدد، حيث يمكن لجهاز المناعة أن يتغلب على الفيروس بشكل طبيعي في بعض الأحيان،أما في الحالات المزمنة، يمكن أن يتضمن العلاج استخدام مضادات الفيروسات التي تهدف إلى تقليل نشاط الفيروس والحد من تطور تلف الكبد،
- الأدوية المضادة للفيروسات تساهم في تقليل انتشار الفيروس داخل الجسم وتقليل الأضرار التي تلحق بالكبد.
- العلاج الداعم يتضمن اتباع نظام غذائي صحي وتجنب العوامل التي قد تزيد من إجهاد الكبد، مثل تناول الكحول أو الأدوية السامة للكبد.
يُعتبر فيروس بي أحد الفيروسات الأكثر انتشارًا وخطورة على الصحة العامة، إذ يسبب مضاعفات صحية قد تكون مميتة مثل تليف الكبد وسرطان الكبد،ورغم ذلك، فإن الوقاية من الفيروس ممكنة من خلال اللقاح والاحتياطات الصحية المناسبة،إن تشخيص الإصابة في المراحل المبكرة يمكن أن يساعد في منع تطور المضاعفات ويعزز من إدارة المرض بشكل فعال،