انقباض القلب عند الحزن

إن انقباض القلب يُعتبر جزءًا أساسيًا من الدورة القلبية ويُعرف أيضًا بـ “الانقباض القلبي” (Systole)،يشير هذا إلى انكماش عضلة القلب الذي يدفع الدم إلى مختلف مناطق الجسم،خلال عملية الانبساط، تنقبض عضلات الأذين لضخ الدم إلى البطين، ومن ثم تُغلق الصمامات التي تربط الأذينين،يلي ذلك انقباض البطين الأيسر الذي يضخ الدم المؤكسد إلى الشريان الأورطي ليصل إلى بقية الجسم، بينما يقوم البطين الأيمن بضخ الدم غير المؤكسد إلى الشريان الرئوي ليصل إلى الرئتين لاستعادة الأكسجين،

انقباض القلب تحت تأثير الحزن

عند الشعور بالحزن أو التعرض لضغط نفسي شديد، قد يشعر الفرد بانقباضات في القلب تُسبِّب ألمًا في منطقة الصدر،تُظهر الأبحاث أن العلاقة بين الحزن، الاكتئاب، وآلام القلب هي علاقة طردية، حيث تُزيد مستويات الحزن والاكتئاب من خطر الإصابة بأمراض القلب،

تُعتبر متلازمة انكسار القلب، أو ما يُعرف بـ “متلازمة القلب المنكسر”، من أبرز الجهات التي تؤثر على انقباض القلب أثناء الحزن،هذه الحالة تنجم عن إفراز كميات مفرطة من الأدرينالين نتيجة للشعور بالحزن أو الضغط النفسي العميق، مما يؤدي إلى ضمور مؤقت في عضلات القلب، وبالتالي الشعور بألم في الصدر وأحيانًا ضيق في التنفس،

علاوة على ذلك، يمكن أن يؤدي الحزن إلى انقباض الشرايين القلبية، مما يُزيد من احتمالية الشعور بآلام في الصدر وضيق في التنفس،كذلك، قد يشعر المريض بألم في القلب بعد إجراء جراحة أو نتيجة تعرُّضه لحالة صحية خطيرة،

في سياق الحزن، قد يزيد إفراز هرمون التوتر (الكورتيزول)، مما قد يؤثر سلبًا على قدرة القلب على ضخ الدم بفعالية لفترة وجيزة، مُسببًا آلامًا تُشبه آلام النوبات القلبية،يُعتقد أن هذا الأمر يرتبط بتفاعل منطقة القشرة الحزامية في الدماغ، والتي تعتبر حساسة جدًا للضغوط العاطفية والنفسية، مما يؤثر على الإحساس بألم القلب،

أسباب متلازمة انكسار القلب

تتباين أسباب متلازمة انكسار القلب من فرد لآخر بناءً على ظروف الحياة وشدة تأثير العوامل المسببة،ومن بين هذه الأسباب

  1. المشاكل المالية التعرض لصعوبات مالية يمكن أن يُسبب ضغطًا نفسيًا كبيرًا يؤثر سلبًا على صحة القلب،
  2. الخضوع لجراحة العمليات الجراحية الكبرى قد تُسهم في تعرض الشخص للإجهاد النفسي والجسدي،
  3. وفاة شخص مقرب فقدان شخص عزيز يمكن أن يؤدي إلى شعور بالحزن العميق، وهو أحد الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى متلازمة انكسار القلب،
  4. الذكريات المؤلمة استحضار ذكريات سلبية قد يؤدي إلى زيادة في الضغط النفسي والشعور بانقباض القلب،

أثر الحزن على صحة القلب

  • الإفراز المفرط للأدرينالين يُنتج الجسم كميات كبيرة من الأدرينالين نتيجة الحزن أو الضغط النفسي، مما قد يُسبب تأثيرات سلبية على عضلة القلب ويؤدي إلى تضييق الشرايين، وزيادة الانقباضات والألم،
  • زيادة معدل ضربات القلب يُمكن أن يؤدي الحزن إلى زيادة غير طبيعية في ضربات القلب، مما يُسبب شعورًا بالتوتر والإجهاد،
  • ضعف الدورة الدموية في حال تعرض الشخص للضغط النفسي الشديد، قد يضعف تدفق الدم إلى القلب، مما يُسبب شعورًا بالضعف وضيق التنفس،

نصائح للتعامل مع انقباض القلب عند الحزن

  1. ممارسة التمارين الرياضية تُسهم الرياضة في تحسين الدورة الدموية وتخفيف التوتر النفسي،
  2. تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو اليوغا، التي تساعد في تهدئة الذهن وتقليل مستويات التوتر في الجسم،
  3. الحصول على الدعم التواصل مع الأصدقاء أو أفراد الأسرة أو مستشار نفسي قد يساعد في التغلب على المشاعر السلبية وتقليل تأثيرها على صحة القلب،
  4. تجنب الكافيين والمواد المنبهة تقليل استهلاك الكافيين أو المنبهات يُساعد في تخفيف سرعة ضربات القلب الناتجة عن التوتر،
  5. الاهتمام بالنوم الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد يُساعد في تحسين الحالة النفسية وتقليل خطر الإصابة بمشاكل قلبية،

كيف يقوم الطبيب بتشخيص ألم القلب عند الحزن

عندما يشكو المريض من ألم في القلب، خاصة في ظل الحزن أو الإجهاد العاطفي، يتبع الطبيب مجموعة من الخطوات لتحديد السبب المحتمل وراء هذا الألم،تتضمن طرق التشخيص

  1. الفحص البدني وتقييم السجل الطبي

    • يبدأ الطبيب بالفحص البدني، حيث يستمع للقلب ويقيس ضغط الدم، ويبحث عن علامات أخرى قد تدل على مشكلة صحية.
    • يُطلب من المريض توضيح الأعراض بدقة، بما في ذلك توقيت ظهورها، ومدتها، وشدتها، والعوامل التي قد تفاقمها.
  2. مخطط كهربائي للقلب (ECG)

    • تُستخدم هذه الفحوصات لتسجيل النشاط الكهربائي للقلب، مما يساعد في تحديد وجود أي مشاكل في الإيقاع أو تغييرات غير طبيعية قد تشير إلى حالة قلبية.
  3. تحاليل دم

    • يمكن إجراء اختبارات دم متنوعة لقياس مستويات الإنزيمات القلبية، التي قد تشير إلى تلف عضلة القلب، بالإضافة إلى فحص مستويات الهرمونات، الدهون، والسكر.
  4. تصوير الأوعية التاجية

    • يمكن أن يُجري الطبيب تصويرًا للأوعية التاجية لتحديد وجود انسدادات أو مشكلات في تدفق الدم إلى القلب.
  5. صدى القلب (Echocardiography)

    • يُستخدم هذا الفحص لتصوير القلب وتقييم وظيفته، مما يُساعد في الكشف عن أي مشكلات هيكلية أو وظيفية في القلب.

متى يصبح انقباض القلب نتيجة الزعل خطرًا

على الرغم من أن الحزن لا يُعتبر خطرًا على الجميع، إلا أن بعض الفئات تكون أكثر عرضة للخطورة، مثل

  1. الأشخاص ذوي التاريخ الطبي

    • الأفراد الذين لديهم إصابات سابقة في الرأس أو يعانون من الصرع.
  2. النساء

    • قد تكون النساء أكثر عرضة لمتلازمة انكسار القلب مقارنة بالرجال.
  3. الأفراد فوق 50 عامًا

    • تزداد مخاطر إصابة هؤلاء بمتلازمة انكسار القلب مع تقدم السن.
  4. الأشخاص الذين يعانون من القلق أو الاكتئاب

    • يمكن أن يزيد القلق والاكتئاب من خطر الإصابة بمتلازمة انكسار القلب.
  5. المصابون بأمراض القلب

    • وجود مشاكل في عضلة القلب يرفع من المخاطر.
  6. الأشخاص الذين يعانون من مشاكل رئوية

    • يمكن أن تسهم أي مشاكل رئوية في تفاقم الأعراض.
  7. اضطرابات الجهاز الهضمي

    • الأعراض المرتبطة بالجهاز الهضمي، مثل الارتجاع المريئي أو متلازمة القولون العصبي، قد تُعزز من الألم القلبي.

خطورة انقباض القلب نتيجة الحزن

عندما يكون الشعور بالحزن شديدًا، قد يتسبب ذلك في مجموعة من المخاطر الصحية، لا سيما على القلب،ومن تلك المخاطر

  1. تأثير على العلاقات الزوجية

    • الآلام المرتبطة بمتلازمة انكسار القلب قد تؤثر على الحياة الجنسية، مما يؤدي إلى ضعف الرغبة الجنسية، بشكل خاص عند النساء.
  2. زيادة الاضطرابات النفسية

    • قد يؤدي الحزن العميق إلى زيادة مخاطر الإصابة باضطرابات نفسية مثل القلق والاكتئاب.
  3. ضيق في التنفس

    • يمكن أن يشعر المريض بضيق في التنفس حتى عند بذل مجهود خفيف، مما يُشير إلى أن القلب يعمل بجهد إضافي.
  4. ارتفاع ضغط الدم

    • قد يُعتبر الحزن سببًا محتملاً لزيادة مستويات ضغط الدم، مما يُساهم في انقباض القلب وزيادة الضغط عليه.