برج بيزا المائل

أين يقع برج بيزا المائل

برج بيزا المائل، المعروف أيضًا باسم برج الجرس، يقع في مدينة بيزا بإقليم توسكانا في إيطاليا،يُعتبر جزءًا من مجمع الكاتدرائية في بيزا، الذي يطلق عليه أيضًا اسم “ساحة المعجزات”،يتألف هذا المجمع الشهير من عدة مبانٍ رئيسية، وهي كالتالي

  1. كاتدرائية بيزا (Duomo di Pisa) وهي الكاتدرائية الرئيسية في بيزا، بُنيت في القرن الحادي عشر، وتمتاز بأسلوبها المعماري الروماني القديم المتقن.
  2. برج بيزا المائل (Leaning Tower of Pisa) يُعرف بميله الشهير، ويُعتبر جزءًا من المجمع الكاتدرائي، ويُعد من أبرز المعالم السياحية على مستوى العالم.
  3. معمودية سان جيوفاني (Baptistry of St،John) بنيت في القرن الحادي عشر وتعتبر من أهم المعالم الدينية في مدينة بيزا.
  4. مقبرة ونصب كامبو سانتو (Campo Santo Monumentale) تعد مقبرة تاريخية تحتوي على مجموعة من اللوحات الفنية والنصب التذكارية الهامة.

تُعتبر ساحة المعجزات مركزًا تاريخيًا وثقافيًا هامًا في مدينة بيزا، حيث تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بجمالها المعماري الفريد ولمشاهدة برج بيزا المائل الشهير.

السياق التاريخي لبرج بيزا المائل

يُعَدُّ برج بيزا المائل من أبرز نماذج الهندسة المعمارية الرومانية القديمة في إيطاليا والعالم،بدأ البناء في العام 1173 ميلادي واستمر لأكثر من 200 عام،تعرض البرج لتوقفات عديدة أثناء البناء بسبب الحروب والصراعات المستمرة في تلك الفترة.

لم يُحدد الاسم النهائي للمهندس المعماري الرئيسي الذي صمم البرج، لكن يُعتقد أنه تم بناؤه بواسطة مجموعة من المهندسين على مر الزمن،ومن بين الأسماء المعروفة المرتبطة ببناء البرج

  1. بونانو بيسانو (Bonanno Pisano) يُعتَقد أنه شارك في المرحلة الأولى من البناء.
  2. جيراردو دي جيراردو (Gherardo di Gerardo) هو المهندس الآخر الذي ساهم في المرحلة الأولى للبناء.
  3. جيوفاني بيسانو (Giovanni Pisano) شغل دورًا في المرحلة الثانية، حيث قام بالإشراف والتصميم جنبًا إلى جنب مع جيوفاني دي سيموني.
  4. جيوفاني دي سيموني (Giovanni di Simone) ساهم أيضًا في المرحلة الثانية وبرز دوره في تحقيق الميل الشهير للبرج.
  5. توماسو بيسانو (Tommaso Pisano) تولى إتمام البناء وإجراء التعديلات الضرورية لاستقرار البرج بعدما بدأ في الانحناء بشكل ملحوظ.

تم إدراج برج بيزا المائل كجزء من موقع “ساحة المعجزات” كتراث عالمي من قبل اليونسكو في عام 1987، ويُعتبر من أهم المعالم الثقافية والسياحية في إيطاليا والعالم.

ما هو سبب ميل برج بيزا المائل

يعتبر برج بيزا المائل علامة بارزة في الهندسة المعمارية العالمية، وميله الشهير ناتج عن عدة أسباب تاريخية وهندسية، التي تشمل

أسباب ميل البرج قبل البناء

  1. خصائص التربة يتميز موقع البناء بتربة طينية لينة، مما أدى لهبوط واضح في المباني المثبتة عليها.
  2. غياب الاحتياطات في الأساسات لم تُخطَّط الأساسات بشكل كافٍ لمقاومة تربة الطين اللينة والمياه الجوفية.
  3. الأحمال الثقيلة بناء هيكل برج بيزا الضخم وزنه ساهم في تأثيرات هامة على الأساسات.

أسباب ميل البرج أثناء البناء والتعديلات

  1. هبوط الأرضية الجنوبية بعد انتهاء البناء في الطابق الأول، لوحظ هبوط في الجانب الجنوبي، مما استلزم تعديلات هندسية عاجلة.
  2. تعديل الطوابق تم تعديل طول الأعمدة والأقواس في الجانب الجنوبي للبرج لتحقيق التوازن، حيث تمت زيادة ارتفاعه بمقدار بوصتين في بعض المراحل.
  3. إضافة الطوابق تم إضافة طوابق إضافية كجهد لتصحيح الميلان، حيث أُضيف طابقين أثناء إشراف المهندسين جيوفاني بيسانو وجيوفاني دي سيموني.
  4. اكمال البناء اكتمل بناء برج بيزا المائل في عام 1372 م، بعد إجراء تعديلات وإضافات عديدة على مدار أكثر من 200 عام، مما أعطى البرج شكله النهائي وجعله مزارًا سياحيًا مشهورًا.

يمثل برج بيزا المائل تحديات هندسية كبيرة ونجاحات في التصميم والتعديلات التي أجريت عليه لتحقيق الاستقرار والمحافظة على هويته الفريدة التي تثير الزوار من جميع أنحاء العالم.

الحلول الحديثة

في عام 1990، اتخذت الحكومة الإيطالية إجراءات متعددة لتعزيز استقرار برج بيزا المائل والتقليل من ميله، وتضمنت هذه الإجراءات

تدعيم البرج

  1. تثبيت أحزمة وأساور فولاذية تم إضافة أحزمة وأساور فولاذية كبيرة حول الطابقين الأول والثاني،وهذه الأحزمة تعمل على تقوية الهيكل وتقليل الحركة الجانبية الناتجة عن التربة الطينية اللينة.
  2. استخدام حبال سميكة تم توصيل الحبال السميكة بين الطابقين الأول والثاني، مما يعزز استقرار البرج ويمنع الحركات غير المرغوب فيها.
  3. إضافة كتل من الرصاص وُضعت كتل رصاص بوزن يصل إلى حوالي 600 طن على الجانب الشمالي للبرج، لتكون بمثابة وزن موازن للميلان نحو الجنوب.

إصلاحات في التربة

  1. إزالة كتل من التربة تم استخراج كتل من التربة من الجانب الشمالي للبرج، حيث تمثل التربة الطينية اللينة سببًا رئيسيًا للميلان.
  2. السيطرة على منسوب المياه الجوفية تم التحكم في منسوب المياه الجوفية في الجانب الشمالي للبرج لوقف تأثير التغيرات على استقرار التربة والأساسات.
  3. إجراء دراسات تحليلية دورية تمت المحافظة على دراسات تحليلية دورية للتربة لضمان استقرارها ومتابعة التغييرات المحتملة في خصائصها.

بفضل هذه الإجراءات، تمكنت الحكومة الإيطالية من الحفاظ على برج بيزا المائل وتقديم الدعم اللازم له ليظل وجهة سياحية رئيسية تستقطب الزوار من مختلف قارات العالم.

مميزات برج بيزا المائل

يمتاز برج بيزا المائل بعدة خصائص تجعله معلمًا معماريًا ذا أهميمة تاريخية عالمية،إليكم بعض أبرز مميزاته

  1. الارتفاع والأبعاد

    • يصل ارتفاع البرج إلى حوالي 57 مترًا من أعلى جانب مرتفع.
    • يبلغ قطر قاعدة البرج حوالي 16 مترًا.
  2. الوزن والمواد

    • يقدر وزن البرج بحوالي 14,500 طن، وينسب ذلك إلى استخدام الرخام الأبيض الثقيل في بناء الأجزاء المرئية من البرج.
  3. الهندسة المعمارية

    • يحتوي البرج على 251 درجة تتشكل بشكل حلزوني من الداخل، مما يعكس الابتكار الهندسي للفترة التي بُني فيها.
    • الطابق السفلي يضم 15 قوسًا رخاميًا، و30 قوسًا في الطوابق الستة التالية التي تحيط بالمبنى.
  4. غرفة الجرس

    • تحتوي غرفة الجرس في الطابق الأخير على 16 قوسًا، مما يضيف للبرج بُعدًا فنيًا وعمليًا.
  5. الطراز المعماري

    • صُمم البرج على الطراز الرومانسكي القديم، مع واجهة بيضاء تعكس العمارة الرومانية التقليدية.
    • يحتوي على ثلاثة أنواع من الأعمدة العمود المركب، والعمود الأيوني، والعمود الكورنثي، مما يبرز التنوع في التصميم والزخرفة.

برج بيزا المائل ليس فقط معلمًا سياحيًا بارزًا بل هو أيضًا رمز للإبداع البشري والتحديات التي تواجه الهندسة المعمارية عبر العصور.

برج بيزا المائل من الداخل

يوفر برج بيزا المائل تجربة فريدة عند دخوله واستكشافه من الداخل، حيث تبرز عدة مميزات تجعل من الزيارة تجربة لا تُنسى

  1. أرضية الميلان يلاحظ الزوار فور دخولهم أن الأرضية مائلة بشكل واضح، مما يبرز التحديات الهندسية التي واجهت المصممين.
  2. التناقض الداخلي والخارجي يظهر تباين ملحوظ بين الزخارف والتفاصيل المعمارية داخل البرج وبين التصميم الخارجي، مما يضيف جوًا من الغموض والإثارة لتجربة الزيارة.
  3. الشعور بالدوار بسبب الميلان والأدراج الحلزونية الداخلية، يعاني الزوار من دوار قد يشعرون به أثناء صعودهم أو نزولهم في البرج.
  4. الإطلالات الخلابة عند الوصول إلى الطابق السابع وخاصة في الطابق الثامن (غرفة الجرس)، يستمتع الزوار بإطلالات رائعة على ساحة المعجزات والمناطق المحيطة.
  5. غرفة الجرس تضم غرفة الجرس أربعة أجراس ضخمة مصنوعة من النحاس، وهي نقطة جذب تجذب الزوار إلى الداخل.

بفضل هذه العناصر، يعد برج بيزا المائل وليس مجرد موقع سياحي بارز، بل أيضًا تجربة ثقافية ومعمارية فريدة تسهم في فهم أعمق للتحديات التي واجهت بناؤه وجماليات تصميمه.