لم يكن يتوقع جمهور كرة القدم حول العالم فوز المنتخب الاردني على نظيره الكوري الجنوبي في نصف نهائي بطولة آسيا، والمقامة حالياً في دولة قطر. فخسارة المنتخب الكوري الجنوبي كونه أكبر المرشحين للفوز بالبطولة وخصوصاً بعد خروج المنتخب الياباني، لم تكن في حسبان جمهور كوريا الجنوبية، الذين كانوا يمنون النفس بالوصول لنهائي البطولة.
محتويات
الأردن في نهائي بطولة آسيا للمرة الأولى
تمكن المنتخب الأردني والمُلقب بالنشابي من الفوز على منتخب كوريا الجنوبية في نصف نهائي بطولة آسيا 2025، ليتأهل المنتخب الأردني لأول مرة في تاريخه لنهائي البطولة؛ في إنجاز لم يسبق للمنتخب الأردني ملامسته من قبل، إذ لم يسبق للمنتخب الأردني الوصول لنصف نهائي البطولة في أي مرة من قبل. الجدير بالذكر أن نهائي البطولة سوف يكون نهائي عربي خالص بين منتخب الاردن ومنتخب قطر.
فوز المنتخب الأردني والذي كان عن جدارة واستحقاق أمام نظيره الكوري الجنوبي، يعطينا الكثير من الدروس المستفادة في كرة القدم؛ وهذا ما سنتناوله في الأسطر التالية.
الدروس المستفادة من فوز الأردن على كوريا
كل من يقوم بنشاط مراهنات كرة القدم اون لاين يعرف جيداً أن الرهان على فوز المنتخب الأردني، لم يكن هو التوقع الأكثر رواجاً على منصات المراهنات. لكن الخبر السعيد لكل من وضع ثقته في المنتخب العربي الأردني أنه تمكن من الفوز عن جدارة واستحقاق، تاركاً لنا الكثير من الدروس المستفادة من خلال هذه المبارة.
الدرس الأول: لا يوجد مستحيل في كرة القدم
لقد أثبت لاعبو النشابي أنه بالفعل لا يوجد مستحيل في كرة القدم، فلعب المنتخب الأردني في الدور نصف النهائي وأمام منتخب قوي مثل كوريا الجنوبية، لا يعني أنه عليهم الاكتفاء بما وصلوا إليه. فالفوز على منتخب كوريا والوصول للنهائي، جعل لاعبو الأردن يحلمون بالتتويج بالبطولة لأول مرة في تاريخهم. فكرة القدم لا تعترف سوى بالجهد والعرق والطموح، وهو ما قدمه لاعبو الأردن وهزموا ما اعتقد البعض بأنه مستحيل.
شاهد ايضا: اسماء محلات جوالات ونصائح لنجاح المشروع
الدرس الثاني: تعلم من اخطاء غيرك
تعلم لاعبو منتخب الأردن من هزيمة المنتخب السعودي أمام كوريا الجنوبية، فالمنتخب السعودي الذي واجه منتخب كوريا الجنوبية في دور الستة عشر، كان قد أحرز هدف التقدم في بداية المباراة. لكن عدم محاولة المنتخب السعودي أحراز مزيداً من الأهداف رغم ضعف الدفاع الكوري الجنوبي أثناء البطولة، منح الفرصة للمنتخب الكوري في إحراز هدف التعادل ثم الفوز بركلات الترجيح. فقد صرح مدرب منتخب الأردن الحسين عموتة بأنه عمل على استغلال ضعف خط دفاع منتخب كوريا والذي اهتزت شباكه ثماني مرات أثناء البطولة، مسجلاً هدف ثاني دون الاكتفاء بالهدف الأول؛ ليحقق المنتخب النشابي الفوز بأريحية.
الدرس الثالث: الهجوم خير وسيلة للدفاع
قاد يزن النعيمات وموسى التعمري واللذان أحرزا هدفي الفوز على المنتخب الكوري خط هجوم منتخب الأردن بأفضل شكل ممكن. إذ شكل الثنائي بجانب محمد مرضي خطر كبير على خط دفاع منتخب كوريا الجنوبية مع كل هجمة للمنتخب الأردني. فاللاعبن يمتلكان سرعة كبيرة ومهارات فردية أكثر من رائعة، كانت أفضل قوة ضاربة لخط هجوم الأردن.
فالمنتخب الأردني على مدار المباراة كلها، لم يتكتل في خط الدفاع مثلما تفعل الكثير من الفرق عند إحرازها هدف التقدم، فبدلاً من ذلك كان المنتخب الأردني يقوم بهجمات عديدة على مرمى المنتخب الكوري، ليفوزوا بهدفين مقابل لا شيء في النهاية.
شاهد ايضا: اسماء فرق كرة قدم
الدرس الرابع: العمل الجماعي يهزم النجوم
في الواقع، يمتلك المنتخب الكوري الجنوبي العديد من النجوم، والذين يلعبون لأكبر الأندية الأوروبية، مثل سون الذي يلعب لتوتنهام، وهي تشان لاعب الولفز، وغيرهم الكثير. فنجوم الفريق الكوري وقفوا ينظرون إلى العمل الجماعي المتميز الذي يقوم به لاعبو المنتخب الأردني، والطريقة الجماعية الرائعة التي يلعبون بها في الدفاع والهجوم. فعلى الرغم من عدم امتلاك منتخب الأردن لأي نجم كبير يلعب في كبرى الأندية الأوروبية، إلا أن روح الفريق والعمل الجماعي كانت هي النجم الذي هزم جميع نجوم منتخب كوريا الجنوبية، وحقق الفوز ووصل للنهائي.
الدرس الخامس: الإيمان بقوة الأداء التصاعدي
قبل بداية بطولة آسيا، لم يكن أداء المنتخب الأردني جيد على الأطلاق، وهو ما أنعكس على نتائج الفريق قبل بداية البطولة. فقد لعب الفريق في النصف الثاني من 2025 سبعة مباريات، خسر منهم 5 وتعادل في أثنين؛ مما جعل الجميع لا يتوقع أي شيء إيجابي من الأردن في البطولة. كذلك لم تكن بداية الفريق رائعة في البطولة، فقد صعد المنتخب الأردني كثالث في المجموعة خلف كوريا والسعودية، ولكن تصاعد أداء الفريق عبر المباريات، وزادت ثقة لاعبو النشابي في أنفسهم؛ إلى أن وصلوا إلى قمة الأداء وقمة النتائج أمام المنتخب الكوري الجنوبي. فالأداء الذي قدموه اللاعبون في هذه المباراة، يختلف تماماً عن كل المباريات السابقة للفريق، بما في ذلك مباراتهم أمام كوريا في دور المجموعات. فقد تصاعد نسق الفريق مباراة تلو الأخرى، إلى أن وصلوا للقمة وأصبحوا فريق قادر على مواجهة أي منافس بقوة كبيرة.
بالرغم من هزيمة المنتخب الأردني في المباراة النهائية أمام قطر صاحبة الأرض والجمهور بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد، إلا أن المنتخب الأردني حصل على إشادة كل من تابع البطولة. فلاعبو الأردن كانوا نداً قويا أمام قطر حتى اللحظات الأخيرة من المباراة.