خطبة الجمعة مكتوبة قصيرة

تُعَدُّ خطبة الجمعة من الشعائر الدينية الأساسية التي اعتنقها المسلمون منذ فجر الإسلام، حيث تُقام في جميع أنحاء العالم في كل يوم جمعة، بالتزامن مع أداء صلاة الظهر. وقد حدّد الله شروطًا وأحكامًا لهذه الخطبة، والتي ألتزم بها المسلمون اقتداءً بنبيهم محمد -صلى الله عليه وسلم-. تُعتبر خطبة الجمعة من أهم الأعمال العبادية وأكثرها ثوابًا، حيث يُعطى الأجر عن الخطبة والصلاة التي تليها.

خطبة الجمعة مكتوبة قصيرة

خطبة الجمعة مكتوبة قصيرة
خطبة الجمعة مكتوبة قصيرة

فيما يلي نماذج من خطب الجمعة القصيرة المكتوبة لمواضيع متنوعة

خطبة الجمعة التحذير من ضياع الشباب

خطبة الجمعة التحذير من ضياع الشباب
خطبة الجمعة التحذير من ضياع الشباب
  • الخطبة الأولى

الحمد لله، ثم الحمد لله؛ نحمده ونسعينه ونستغفره ونتوب إليه. اللهم إنا نعوذ بك من شر ما استقر في النفوس ومن سوء قد بدا في أعمالنا. اللهم إنّا نشهد أن لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك، وأن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- صفيك وخليلك ورسولك الحق الذي أظهرته على الكفار رغم أنوفهم. أما بعد

عباد الله، إن الله اختاركم وسماكم المسلمين، وهيّأ لكم من أمركم ما تسودون به الناس، فالله الله في طاعاتكم. أيها الناس، عليكم بطاعة الله وتسخير طاقاتكم في خدمة الإسلام والمسلمين. فالوقت الأفضل لاستثمار طاقاتكم هو فترة الشباب؛ اغتنموا هذه المرحلة ووجهوا ما منحكم الله من نشاط وهمّة للنهوض بالأمة والوصول بها إلى القمة. فقد انحدرت أمم كثيرة بسبب قعود أبنائها عن طاعة الله. والشباب ثروة يجب استثمارها، لا ادخارها، لتكون ذخيرة للأمة الإسلامية.

عباد الله، عليكم أن تدركوا أن ضياع الشباب يُعتبر من أبرز أسباب هلاك الأمم. وما يضيع الشباب إلا من تأثير الفتن التي تُفسد أخلاقهم ودينهم، فيضيعون عن الطريق المؤدي إلى مرضاة الله. فتكثر الشبهات التي تطاردهم وتُهدد عقيدتهم. وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خير قدوة لنا، حيث نهاهم عن الخروج عن الصراط المستقيم بقوله “خطَّ رسول اللهِ -صلى الله عليه وسلم- خطًّا بيدِه ثم قال هذا سبيلُ اللهِ مستقيمًا…”، مما يعكس أهمية الالتزام بالصراط المستقيم الذي يقود إلى الجنة. أستغفر الله لي ولكم.

  • الخطبة الثانية

الحمد لله والشكر لله، اللهم إنا نشهدك أن لا إله إلا أنت، والصلاة والسلام على خير خلقك محمد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وصحبه ومن تبعه. أما بعد

عباد الله قد يتساءل البعض عن أسباب ضياع الشباب في أمتنا وكيف يمكننا إنقاذهم وإنقاذ الأمة من الهلاك. والجواب واضح في قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ}. لذا، علينا أن نجعل النوايا صادقة مع الله وأن نكون مسؤولين كأفراد في الأسرة والمجتمع وعبر الأمة. يجب أن نتعلم من تجارب بعض شباب الأمة الذين انحرفوا بسبب طيشهم، ونسعى لإرشادهم نحو الحق وتوجيههم بعيدًا عن مفاسد التعاليم المستوردة من الغرب.

يا معشر الشباب لقد منحكم الله نعمة القوة والعقل، فلا تكونوا جاحدين لهذه النعمة. أنتم مصدر الطاقة المتجددة في الأمة الإسلامية. انصرفوا عن ملاهي الدنيا إلى ما يقرّبكم من الله، ولتكن غايتكم دائمًا طاعة الله في الفرائض والنوافل. اعلموا أن كل واحد منكم مسؤول أمام الله يوم القيامة، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- “لا تَزولُ قَدَمَا عَبْدٍ يومَ القيامةِ، حتَّى يُسأَلَ عن عُمُره؛ فيمَ أفناه وعن عِلْمِه؛ فيم فعَلَ فيه وعن مالِه؛ من أين اكتسَبَه وفيم أنفَقَه”.

إنّي داعٍ، فأمنوا. أثابنا وأثابكم الله. اللهم (…).

خطبة الجمعة عن بر الوالدين

خطبة الجمعة عن بر الوالدين
خطبة الجمعة عن بر الوالدين
  • الخطبة الأولى

إن الحمد لله حمداً كثيراً يوافي نعمه ويكافئ مزيده. نحمدك اللهم ونستهديك ونستغفرك ونتوب إليك، ونشهد بقلوبٍ مطمئنة أن لا إله إلا أنت وأن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- حبيبك ونبيك وخير خلقك الذي اصطفيته وأرسلته بدينك الحنيف رحمة للعالمين. أما بعد

أحبتي في الله لقد خلقكم الله لتعمروا الأرض بطاعته. فقد أغدق عليكم النعم وأوجب عليكم الواجبات، وكان بر الوالدين من أهم الحقوق التي حث الله عليها، حيث قال تعالى {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}. وقد أوصى الله العبد بالإحسان لوالديه، حتى وإن كانا كافرين. طاعتهما واجبة فيما يرضي الله ما لم يكن في ذلك معصية.

إن بر الوالدين من صفات أنبياء الله، حيث قال تعالى في نبيه يحيى {وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا}، وقال في المسيح عيسى بن مريم {وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا}. ومقاصد البر تتمثل في الإحسان بالقول والفعل وصلة الرحم طالما هم على قيد الحياة. أما العقوق، فهو من سوء الخلق، وعاقبته عند الله شديدة، لأن الله قرن رضاه برضاهما.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، استغفروه يا أولي الألباب، إنه غفور رحيم.

  • الخطبة الثانية

الحمد لله على ما أحسن، والشكر لله على ما وفق. أما بعد

أخوتي في الله عليكم أن تعوا أن البر بالوالدين مستمر حتى بعد وفاتهما، حيث لا ينقطع بمجرد مغادرتهما لهذه الدنيا. بإمكاننا بر آبائنا من خلال ذكر محاسنهما والدعاء لهما والتصدق عنهما. ومن الحق أن نذكر أيضاً أنه إذا كان لهما صدقات جارية في حياتهما، فعلينا أن نستمر في إجرائها، وكذلك بالإحسان لمن كانا صادقين ومحسنين لهم.

اعلم أخي المسلم أن الاجتهاد في بر الوالدين بعد وفاتهما هو طريق خلاصك من ذنب التقصير في برهما أثناء حياتهما. فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- “إن العبد ليموت والداه أو أحدهما وهو عق، فلا يزال يدعو لهما حتى يُكتب عند الله بارًا.” إن الدعاء للأبوين الراحلين هو واجبنا ومن ثم نجاتنا من الهلاك. ندعو الله أن يرحمنا ويرحم أمواتنا وآبائنا الذين سبقونا. وأنا داعٍ فقولوا آمين، عسى أن تكون الساعة ساعة استجابة.