تُعد مسألة الترحّم على الكافر إحدى الموضوعات التي تثير جدلًا في أوساط المسلمين، حيث يُعرّف الكفر بأنه نقيض الإيمان. إذ يُعتبر الكافر شخصًا ينكر الألوهية أو التوحيد، أو ذلك الذي يرفض رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولا يعترف بتعاليم الدين الإسلامي. وفي هذا الإطار، يتفاعل المسلمون بصورة متزايدة مع غير المسلمين، خاصة في الدول الأوروبية وغيرها من الدول غير الإسلامية. وقد وضع الله سبحانه وتعالى أحكامًا خاصة تحدد كيفية تعامل المسلمين مع الكفار، وهذا المقال يهدف إلى توضيح حكم الترحّم على الكفار.
محتويات
هل يجوز الترحّم على الكافر
استنادًا إلى الشريعة الإسلامية، فإنه لا يجوز الترحّم على موتى الكفار، سواء كانوا من النصارى أو اليهود أو غيرهم. فقد نهى الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم والمسلمين بشكل عام عن الترحّم على المشركين والكفار، حتى وإن كانوا من الأهل أو الأصدقاء أو الجيران، كما ورد في قوله تعالى {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}. بالإضافة إلى ذلك، فمنع الله عز وجل الاستغفار لهم، حيث توعّد الكفار باللعنة، وأكد على خلودهم في نار جهنم، مما يستثنيهم من رحمته وغفرانه.
حكم الترحّم على الكفار وفقًا لفتاوى ابن باز
في هذا السياق، يُؤكد الإمام ابن باز على عدم جواز الترحّم على الكفار، مثل اليهود والنصارى وعبدة الأوثان، حيث لا يُدعى لهم، ولا يُترحّم عليهم. وهذا يتضح من الحديث الصحيح الذي يروي فيه الرسول صلى الله عليه وسلم (سَأَلتُ ربِّي أنْ يَأذَنَ لي في زيارةِ قَبرِ أُمِّ مُحمَّدٍ، فأَذِنَ لي، فسَأَلتُه أنْ يَأذَنَ لي، فأستَغفِرَ لها فأبَى). وفي هذا الحديث، يتراجع الرسول عليه الصلاة والسلام عن الاستغفار لأمه، على الرغم من أنها توفيت في فترة الجاهلية ولم تعاصر الإسلام.
بهذا، يمكننا أن نستنتج أن موضوع الترحّم على الكفار مُحاط بعدد من الأحكام الشرعية التي تبرز أهمية الاحتفاظ بقيم الإيمان والدين في العلاقات الإنسانية.