تتزايد في الآونة الأخيرة ممارسات الترحم على غير المسلمين، خاصة عندما يتعلق الأمر بالشخصيات العامة، مما يثير الكثير من الأسئلة حول حكم هذا الفعل. يهدف هذا البحث إلى توضيح مسألة الترحم على غير المسلم من وجهة نظر الشيخ متولي الشعراوي والعلامة ابن باز، مستعرضًا الأدلة الشرعية المرتبطة بهذا الموضوع.
محتويات
حكم الترحم على غير المسلم وفقًا للشيخ الشعراوي
يرى الشيخ متولي الشعراوي -رحمه الله- أن الترحم على غير المسلم غير جائز. يستند في ذلك إلى الآية الكريمة من القرآن التي تقول (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ)[1]. هذه الآية تشير إلى النهي الإلهي للنبي -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين عن الاستغفار للمشركين، حتى وإن كانوا من الأقرباء. يُستنتج من هذا أنه لو كان هناك مبرر للترحم على غير المؤمنين، لكان ذلك قد أُتيح لنبي الله ومن هم في مقامه.
حكم الترحم على غير المسلم وفقًا لابن باز
يؤكد العلاّمة ابن باز -رحمه الله- أيضًا على عدم جواز الترحم على غير المسلمين أو الاستغفار لهم. يستند في هذا إلى حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي يقول (إني سألتُ ربي عَزَّ وجَلَّ في الاستغفارِ لأُمِّي، فلم يَأْذَنْ لي، فدَمَعَتْ عينايَ رحمةً لها من النارِ، واستأذنتُ ربي في زيارتِها فأَذِنَ لي). هذا الحديث يوضح أنه حتى النبي لم يُؤذن له أن يستغفر لأمه التي لم تكن مؤمنة، فكيف يجوز الاستغفار لغيرها. كما أن القانون الإسلامي ينص على عدم جواز سب أموات غير المسلمين، وفقًا لما نهى عنه الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
ختامًا، لقد تناولنا في هذا البحث مسألة جواز الترحم على غير المسلم من منظور الشيخ الشعراوي والعلامة ابن باز، حيث ظهرت القناعة بعدم جواز هذا الفعل استنادًا إلى نصوص دينية شرعية.