يتناول هذا المقال مسألة جواز مجامعة الزوجة عبر الهاتف، مستندًا إلى الأبعاد الشرعية والأخلاقية المتعلقة بالعلاقة الزوجية التي أقرها الإسلام. يُعرف الجماع بأنه العلاقة الحميمية التي تجمع الزوجين، لكن يبقى السؤال هل يجوز إقامة هذه العلاقة عبر الهاتف وما الحكم الشرعي لاستمتاع الزوج بزوجته من خلال الحديث عبر المكالمات الهاتفية سنتناول في هذه الدراسة الأبعاد المختلفة لهذه الموضوعات للإجابة على تلك التساؤلات.
محتويات
المسألة الشرعية لمجامعة الزوجة عبر الهاتف
إن ممارسة مجامعة الزوج لزوجته عبر الهاتف، من خلال العادة السرية واستمناء كلا الزوجين، يُعتبر حرامًا شرعًا. من المعروف أن العادة السرية محظورة في الإسلام، ويشهد عدم توجيه النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- للشباب لممارستها كوسيلة للوقاية من الزنا، حيث قال في الحديث الشريف الذي رواه البخاري “يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ؛ فإنَّه له وِجَاءٌ”. وبالتالي، يتضح أن مجامعة الزوجة عبر الهاتف بطرق غير مشروعة تُعد أمراً غير مقبول شرعًا.
حكم استمتاع الزوج بزوجته بالكلام عبر الهاتف
يتيح الشرع للرجل الاستمتاع بزوجته بطرق مشروعة، ما لم تتعارض مع القيود الشرعية. دليل ذلك ما جاء في القرآن الكريم في قوله تعالى {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ}. وبناءً عليه، يُعتبر الاستمتاع بالكلام عبر الهاتف جائزًا بشرط أن يكون الزوجان مأمونين من استماع الآخرين، وألا يؤدي الحديث إلى وقوعهم في محرمات مثل استمناء أي من الزوجين.
ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى أن تحقيق هذين الشرطين قد يكون صعبًا؛ إذ أن الحديث الجنسيّ كثيرًا ما يؤدي إلى الشهوات التي قد تحرّمها الشريعة. كما أن المكالمات الهاتفية قد تكون عُرضة للمراقبة، مما يُعزز من وجوب تجنب إثارة المشاعر أو المجامعة عبر الهاتف من باب سدّ الذرائع. والله تعالى أعلم.
في الختام، تناول هذا المقال مسألة جواز مجامعة الزوجة عبر الهاتف، موضحًا الأحكام الشرعية المرتبطة بهذا الموضوع بشكل مفصل، كما استعرضنا بشكل محدد حكم استمتاع الزوج بزوجته بحديث جنسي عبر الهاتف.