أهم املاح البحر الميت واستخداماتها

البحر الميت دراسة شاملة

يعتبر البحر الميت، المعروف أيضًا بالبحر المالح، واحدًا من أبرز الظواهر الطبيعية في العالم، حيث يقع في الحدود الجغرافية بين فلسطين والأردن، في الجزء الجنوبي من بلاد الشام،يتميز البحر الميت بملوحته العالية، حيث تصل نسبة الملوحة في مياهه إلى 34.2%، مما يجعله بيئة غير ملائمة لعيش الكائنات الحية والأسماك، وهو ما يفسر سبب تسميته “البحر الميت”.

من الناحية السياحية، يُعد البحر الميت وجهةً مهمةً تجذب سنويًا أعدادًا كبيرة من السائحين من مختلف أنحاء العالم،يسعى الناس إلى زيارة هذه المنطقة للاستفادة من الخصائص العلاجية لمياهه الغنية بالمعادن والأملاح الفريدة التي لا تتواجد في بقية بحار العالم.

إضافةً إلى ذلك، يمتلك البحر الميت أهمية دينية كبيرة، كونه شهد أحداثًا مرتبطة بقصة النبي لوط عليه السلام، وهي أحداث مذكورة في الكتب السماوية المقدسة، مما يضفي على هذا الموقع طابعًا تاريخيًا ودينيًا فريدًا.

مصدر الأملاح في البحر الميت

تجمعت الأملاح والمعادن الطبيعية في البحر الميت على مدى آلاف السنين نتيجة لتدفق المياه عبر وادي الأردن، والتي كانت تحمل كميات كبيرة من العناصر المعدنية ذات القيمة الغذائية العالية،واستمر هذا التراكم لعقود طويلة، مما أدى إلى زيادة تركيز الأملاح في مياهه، حيث يصل تركيز الأملاح إلى نحو 280 جرامًا لكل كيلوغرام من الماء، في حين تحتوي البحار الأخرى على نسبة ملوحة تقارب 35 جرامًا لكل كيلوغرام من الماء.

إن تركيز الأملاح والمعادن العالية في البحر الميت يجعل مياه هذا البحر تحتوي على فوائد صحية وعلاجية كبيرة، مما جعله وجهة مشهورة للعلاج والاسترخاء.

أهم أملاح البحر الميت

يشتهر البحر الميت بكونه واحدًا من الوجهات الطبيعية الفريدة في العالم، إذ تزخر مياهه بالأملاح والمعادن المفيدة لصحة الإنسان،ساهمت الخصائص العلاجية لمياه البحر الميت في جعله مقصدًا سياحيًا متواصلًا، خاصةً للأشخاص الذين يعانون من مشاكل جلدية وأمراض مزمنة.

تعتبر منطقة البحر الميت منخفضة جدًا، مما يساهم في تركيز الأملاح والمعادن في مياهه، حيث تصل نسبة الملوحة إلى حوالي 30%، أي ما يعادل تقريبًا 8.6 أضعاف ملوحة المحيطات العادية،وهذا يجعل البحر الميت بيئةً غير مناسبة للحياة البحرية، مما يفسر تسميته “البحر الميت”، ومع ذلك، فإن هذه الملوحة العالية هي ما يساهم في كونه غنيًا بعدد من العناصر الصحية.

ملوحة البحر الميت ومكانته العالمية

يحتل البحر الميت المرتبة الثانية عالميًا من حيث نسبة الملوحة بين المسطحات المائية، حيث يتبع بحيرة عسل في جيبوتي،تؤدي نسبة الأملاح العالية في البحر الميت إلى تكوين الرواسب الملحية الفريدة على شواطئه، والتي تُستخدم في العديد من التطبيقات الطبية والعلاجية.

تنوع أملاح البحر الميت وفوائدها

يتضمن البحر الميت مجموعة واسعة من الأملاح والمعادن التي تؤثر بشكل إيجابي على صحة الإنسان،لا تعتبر هذه الأملاح مجرد مركبات كيميائية بل هي عناصر فعالة تستعمل في صناعة منتجات العناية بالبشرة والعلاج الطبيعي، مما يسهم في تحسين صحة الجلد واستخدامها في علاج العديد من الحالات الصحية المزمنة.

وفيما يلي تفصيل لأهم أملاح البحر الميت وفوائدها

  1. كلوريد المغنيزيوم (53%) يُعتبر من الأملاح الأكثر وفرة في البحر الميت، حيث يُعرف بقدرته على تحسين الدورة الدموية وتخفيف التوتر العضلي، بالإضافة إلى دوره في علاج مشاكل البشرة مثل الإكزيما والصدفية.
  2. كلوريد البوتاسيوم (37%) له دور أساسي في تنظيم مستويات الترطيب في الجسم، ويساعد أيضًا في تحسين وظائف القلب والأوعية الدموية.
  3. كلوريد الصوديوم (8%) يُستخدم في تنقية الجلد وإزالة السموم، ويعتبر مكونًا رئيسيًا في العديد من مستحضرات العناية بالبشرة.
  4. أيونات البروميد تُعتبر مفيدة لتهدئة الجهاز العصبي، مما يجعلها مناسبة للأشخاص الذين يعانون من التوتر والقلق.
  5. الكبريتات تلعب دورًا رئيسيًا في علاج الأمراض الجلدية وتحسين صحة الجلد.

التطبيقات العلاجية لمياه البحر الميت

تُستخدم مياه البحر الميت وأملاحه في مجموعة واسعة من المجالات العلاجية والتجميلية،اكتشف الناس فوائد هذه المياه منذ العصور القديمة، واستخدموها لعلاج مجموعة متفرقة من الأمراض،في الوقت الحاضر، تستعمل أملاح البحر الميت بشكل خاص في معالجة الأمراض الجلدية مثل الصدفية، حيث تشير الدراسات إلى أن الاستحمام في مياه البحر الميت قد يُحدث تحسنًا ملحوظًا في حالات الجلد.

علاوة على ذلك، يُعتبر الطين المستخرج من قاع البحر الميت عنصرًا رئيسيًا في العديد من منتجات العناية بالبشرة،هذا الطين غني بالمعادن ويعمل كقناع طبيعي للوجه والجسم، مما يساعد على تنقية البشرة وتجديد خلاياها.

السياحة العلاجية في البحر الميت

تُعتبر السياحة العلاجية واحدة من الأنشطة الرئيسية التي تجذب الزوار إلى البحر الميت،يتوجه العديد من الزوار إلى المنطقة بهدف الاستفادة من خصائص مياهها الغنية بالمعادن،تقدم الفنادق والمنتجعات المحيطة بالبحر الميت برامج علاجية متكاملة تعتمد على استخدام الأملاح والطين المستخرج من البحر، مما يُساعد في علاج العديد من الأمراض المزمنة ويعزز من الراحة النفسية والجسدية للزوار.

كيفية استخدام ملح البحر الميت

يُستخدم ملح البحر الميت في مجموعة متنوعة من المجالات، ويُطبق كل استخدام بطريقة محددة،ومن أبرز استخدامات ملح البحر الميت

تقشير الجسم

يمكن الاستعانة بملح البحر الميت لتقشير الخلايا الجافة والميتة من الجلد،يتم ذلك من خلال خلط كوبين من ملح البحر الميت مع كوبين من زيت صحي مثل زيت الزيتون أو زيت دوار الشمس،بعد خلط المكونات جيدًا، يمكن إضافة 30 نقطة من زيت النعناع الفلفلي والتحريك مرة أخرى،يجب ترطيب الجسم ووضع الخليط على جميع الأجزاء، مع تجنب المناطق المتهيجة، ويتم غسل الجسم بعد ذلك بالماء الدافئ.

علاج الصدفية

يُستخدم ملح البحر الميت لعلاج مرض الصدفية، حيث يساهم في إزالة القشور وتخفيف الحكة عبر إضافة الملح إلى ماء دافئ والجلوس فيه لمدة 15 دقيقة،يُفضل استعمال كريم مرطب بعد الاستحمام للحفاظ على ترطيب البشرة.

ترطيب الجلد وحمايته

يحتوي ملح البحر الميت على المغنيسيوم الضروري لعمليات ترطيب الجلد والتقليل من الالتهابات الناتجة عن جفاف الجلد التأبي،وقد أُجريت دراسات علمية لبحث تأثير الاستحمام بماء يحتوي على كلوريد المغنيسيوم المستخرج من البحر الميت، وظهرت النتائج بأن استخدام ماء البحر الميت حسّن من وظيفة الجلد الدفاعية مقارنة بالماء العادي، وساهم في ترطيب الجلد وتقليل احمراره وخشونته.